الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 116 ] فصل يكره الوصال ، وهو أن لا يفطر بين اليومين ، لأن النهي رفق ورحمة ، ولهذا واصل عليه السلام بهم وواصلوا بعده . وقيل : يحرم ، واختاره ابن البناء ، وحكاه ابن عبد البر عن الأئمة الثلاثة وغيرهم ، وللشافعية وجهان . قال أحمد : لا يعجبني ، وأومأ أحمد أيضا إلى إباحته لمن يطيقه ، روي عن عبد الله بن الزبير وابنه عامر وغيرهما ، فنقل حنبل أنه واصل بالعسكر ثمانية أيام ما رآه طعم فيها ولا شرب حتى كلمه في ذلك فشرب سويقا ، قال أبو بكر : يحتمل أنه فعله حيث لا يراه ، لأنه لا يخالف النبي صلى الله عليه وسلم ، كذا قال . قال صاحب المحرر : لا خلاف أن الوصال لا يبطل الصوم ، لأن النهي ما تناول وقت العبادة ، ولأنه عليه السلام لم يأمر الذين واصلوا بالقضاء . وتزول الكراهة بأكل تمرة ونحوها ، لأن الأكل مظنة القوة ، وكذا بمجرد الشرب ، على ظاهر ما رواه المروذي عنه أنه كان إذا واصل شرب شربة ماء ، خلافا للشافعية .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية