الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الباب العاشر في بعثه صلى الله عليه وسلم سالم بن عمير رضي الله تعالى عنه في شوال من السنة الثانية إلى أبي عفك اليهودي من بني عمرو بن عوف وكان شيخا كبيرا قد بلغ مائة وعشرين سنة

            وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الشعر

            فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لي بهذا الخبيث ؟ !»

            فقال سالم بن عمير ، وكان قد شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحد البكائين ، وتوفي في خلافة معاوية : «علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه» .

            فأمهل يطلب له غرة . فلما كانت ليلة صائفة نام أبو عفك بفناء منزله وعلم به سالم بن عمير ، فأقبل ووضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش وصاح عدو الله فثاب إليه ناس ممن نجم نفاقهم وهم على قوله ، فأدخلوه منزله وقبروه ، فقالت أمامة المريدية في ذلك :


            تكذب دين الله والمرء أحمدا لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمني     حباك حنيف آخر الليل طعنة
            أبا عفك خذها على كبر السن

            قال ابن إسحاق : وغزوة سالم بن عمير لقتل أبي عفك ، أحد بني عمرو بن عوف ثم من بني عبيدة ، وكان قد نجم نفاقه ، حين قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن سويد بن صامت ، فقال :


            لقد عشت دهرا وما إن أرى     من الناس دارا ولا مجمعا
            أبر عهودا وأوفى لمن     يعاقد فيهم إذا ما دعا
            من أولاد قيلة في جمعهم     يهد الجبال ولم يخضعا
            فصدعهم راكب جاءهم     حلال حرام لشتى معا
            فلو أن بالعز صدقتم     أو الملك تابعتم تبعا

            التالي السابق


            الخدمات العلمية