الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ شدة المرض وصب الماء عليه ]

            ثم غمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشتد به وجعه ، فقال هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى ، حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم . قالت : فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر ، ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول : حسبكم حسبكم وروى الشيخان وابن سعد والحاكم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : لما ثقل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واشتد وجعه قال : «أهريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن ، لعلي أعهد إلى الناس» قالت : فأجلسناه في مخضب لحفصة ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتم ، ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم .

            وروى ابن إسحاق عنها قالت : قال النبي- صلى الله عليه وسلم- في مرضه : «صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم» قالت : فأقعدناه في مخضب لحفصة فصببنا عليه الماء صبا أو شننا عليه الماء شنا فوجد راحة فخرج عاصبا رأسه وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء من أصحاب أحد ودعا لهم ثم قال : «أما بعد فإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها ، فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم ، إلا في حد ألا إن عبدا من عباد الله قد خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله» ففهمها أبو بكر وعرف أن نفسه يريد ، فبكى وقال : بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «على رسلك يا أبا بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم امرءا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر» وهذا من باب الاستشفاء بالسبع ، كما وردت بها الأحاديث والمقصود أنه ، عليه الصلاة والسلام ، اغتسل ثم خرج فصلى بالناس ، ثم خطبهم

            التالي السابق


            الخدمات العلمية