الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1798 [ ص: 202 ] حديث سابع عمن يثق به

مالك عن الثقة عنده ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري عن أبي موسى الأشعري أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك فادخل ، وإلا فارجع .

التالي السابق


يقال : إن الثقة ههنا ، عن بكير هو مخرمة بن بكير ويقال : بل وجده مالك في كتب بكير أخذها من مخرمة .

وقال عباس عن يحيى بن معين : مخرمة بن بكير ثقة ، وبكير ثقة ثبت .

وقال ابن البرقي : قال لي يحيى بن معين : كان مخرمة ثبتا ، ولكن روايته عن أبيه من كتاب وجده لأبيه لم يسمع منه ، قال : وبلغني أن مالكا كان يستعير كتب بكير فينظر فيها ، ويحدث عنها .

وتوفي بكير في زمان هشام وكان يكنى أبا المسور .

وقد ذكرنا طرق هذا الحديث في باب ربيعة من هذا الكتاب ، والحمد لله ، وهذا الإسناد من أحسن أسانيد هذا الحديث .

وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المومن قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني [ ص: 203 ] أبي قال : حدثني عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : سلم عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري على عمر بن الخطاب ثلاث مرات فلم يؤذن له ، فرجع فأرسل عمر في إثره لم رجعت ؟ قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع .

وحدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أحمد بن جعفر قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : قال : حدثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري .

قال : أحمد بن حنبل وحدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : استأذن أبو موسى على عمر ثلاثا فلم يأذن له فرجع ، فلقيه عمر فقال : ما شأنك رجعت ؟ قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع .

فقال : لتأتين على هذا ببينة ، أو لأفعلن ، وأفعلن ، فأتى مجلس قومه فناشدهم فقلت : أنا معك ، فقام رجلان فشهدا له فخلى عنه ، وهذا لفظ حديث داود .

حدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص بن غياث عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا استأذن المستأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع .

[ ص: 204 ] قال أبو عمر :

قد سمع أبو سعيد الخدري هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد بان ذلك في غير ما إسناد ، وقد ذكرنا بعض طرقها في بابربيعة فكان أبو سعيد مرة يرويه ، عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وإنما هي حكاية ، عن قصة أبي موسى فإذا قال : عن أبي موسى فإنه يريد بذلك على حسبما ذكره موسى بن هارون في حديث عمر بن سلمة عن البهزي في الحمار الوحشي ، وقد ذكرنا ذلك في باب يحيى بن سعيد من كتابنا هذا ، والحمد لله .

وقد ذكرنا معاني هذا الباب في باب ربيعة .

وظاهر هذا الحديث يوجب ألا يستأذن الإنسان أكثر من ثلاث ، فإن أذن له ، وإلا رجع ، وهو قول أكثر العلماء ، وإلى هذا ذهب ابن نافع .

وقال غيره : إن لم يسمع فلا بأس أن يزيد ، والاستئذان أن يقول : السلام عليكم أأدخل ؟

وقال بعضهم : المرة الأولى من الاستئذان : استئذان ، والمرة الثانية : مشورة هل يؤذن له في الدخول أم لا ؟ والثالثة علامة الرجوع ، ولا يزيد على الثلاث .




الخدمات العلمية