الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1878 (11) باب

                                                                                              من أجهده الصوم حتى خاف على نفسه وجب عليه الفطر

                                                                                              [ 987 ] عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان ، فصام حتى بلغ كراع الغميم ، فصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء ، فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام . فقال: أولئك العصاة ، أولئك العصاة .

                                                                                              رواه ومسلم (1114) (90)، والترمذي (710)، والنسائي (4 \ 177) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (11) ومن باب: من أجهده وأضعفه الصوم وجب عليه الفطر

                                                                                              هذه الترجمة معضودة بقاعدة الشريعة المقررة في رفع ما لا يطاق . وبأن للمريض أن يفطر . ومن أجهده الصوم وهو مريض ; فإن خاف على نفسه التلف [ ص: 181 ] من الصوم عصى بصومه ، وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: ( أولئك العصاة ) .

                                                                                              وقوله : ( ليس من البر الصيام في السفر ) ; فإنه خرج على قوم سقطوا من جهد الصوم ، حتى ظلل عليهم . فيتناول من كان على مثل حالهم . وأما من لم يكن كذلك ، فحكمه ما تقدم من التخيير . وبهذا يرتفع التعارض بين الأحاديث ، وتجتمع الأدلة كلها ، ولا يحتاج إلى فرض النسخ ; إذ لا تعارض ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية