الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            اختيار الله تعالى له- صلى الله عليه وسلم- بأن يجمع له مع النبوة الشهادة

            روى البخاري تعليقا والبيهقي مسندا عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر وهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم وفي رواية «ما زالت أكلة خيبر تعاودني» .

            وروى ابن سعد بسند صحيح ، والبيهقي عن عبد الله بن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : لأن أحلف تسعا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة ، وذلك أن الله اتخذه نبيا ، وجعله شهيدا» .

            وروى ابن سعد عن ابن عباس - وجابر وأبي هريرة وغيرهم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عاش بعد أكلة الشاة المسمومة بخيبر ثلاثة سنين حتى وجعه الذي توفي فيه ، فجعل يقول في مرضه : ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها يوم خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري ، وذلك عرق في الظهر ، وتوفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهيدا .

            وروى الإمام أحمد والحاكم عن أم معبد امرأة كعب أن أم مبشر دخلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في وجعه الذي قبض فيه فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما تتهم بنفسك ؟ فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكل معك بخيبر ، وكان ابنها مات قبل النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : وأنا لا أتهم غيرها هذا أوان انقطاع أبهري» .

            وروى ابن ماجه عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله لا يزال يصيبك كل عام وجع من الشاة المسمومة التي أكلت ؟ قال : ما أصابني شيء منها إلا وهو مكتوب علي وآدم في طينته» .

            وروى ابن سعد عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله وابن عباس - رضي الله تعالى عنهم- وسعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى- حديث الشاة المسمومة ، وفيه «واحتجم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على كاهله من أجل الذي أكل ، حجمه أبو هند بالقرن والشقرة ، وأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أصحابه فاحتجموا أوساط رؤوسهم

            وعاش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قبض فيه ، جعل يقول : هذا أوان انقطاع أبهري ، وهو عرق في الظهر .

            فإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات شهيدا ، مع ما أكرمه الله به من النبوة

            التالي السابق


            الخدمات العلمية