الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            17607 وعن أبي قيس مولى بني جمح قال : سمعت أبا زمعة البلوي - وكان من أصحاب الشجرة - بايع النبي - صلى الله عليه وسلم تحتها ، وأتى يوما مسجد الفسطاط ، فقام في الرحبة ، وقد كان بلغه عن عبد الله بن عمرو بعض التشديد ، فقال : لا تشددوا على الناس ; فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " قتل رجل من بني إسرائيل سبعا وتسعين نفسا ، فذهب إلى راهب فقال : إني قتلت سبعا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا . فقتل الراهب . ثم ذهب إلى راهب آخر فقال : إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا . فقتله . ثم ذهب إلى الثالث فقال : إني قتلت تسعا وتسعين نفسا منهم راهبان ، فهل تجد لي من توبة ؟ فقال : لقد عملت شرا ، ولئن قلت : إن الله ليس بغفور رحيم لقد كذبت ، فتب إلى الله . فقال : أما أنا فلا أفارقك بعد قولك ، فلزمه على أن لا يعصيه ، فكان يخدمه في ذلك ، فهلك رجل والثناء عليه قبيح ، فلما دفن قعد على قبره فبكى بكاء شديدا ، ثم توفي آخر ، والثناء عليه حسن ، فلما دفن قعد على قبره فضحك ضحكا شديدا فأنكر أصحابه ذلك فاجتمعوا إلى رأسهم فقالوا : كيف يأوي إليك هذا قاتل النفوس وقد صنع ما رأيت ؟ ! فوقع في نفسه وأنفسهم ، فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك ومعه صاحب له فكلمه ، فقال له : ما تأمرني ؟ فقال : اذهب فأوقد تنورا ، ففعل ثم أتاه ، فأخبره : أن قد فعل . فقال : اذهب فألق نفسك فيها ، فلها عنه الراهب ، وذهب الآخر فألقى نفسه في التنور ، ثم استفاق الراهب فقال : إني لأظن أن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي ، فذهب فوجده حيا في التنور يعرق ، فأخذ بيده فأخرجه من التنور فقال : ما ينبغي أن تخدمني ، ولكن أنا أخدمك ، أخبرني عن بكائك عن المتوفى الأول ، وعن ضحكك عن الآخر . قال : أما الأول فلما دفن رأيت ما يلقى به من الشر ، فذكرت ذنوبي فبكيت . وأما الآخر فرأيت ما يلقى به من الخير فضحكت . وكان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل . [ ص: 213 ] رواه الطبراني ، وفيه ابن لهيعة ، وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية