الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: بل قالوا أضغاث أحلام ؛ أي: قالوا: الذي يأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - أضغاث أحلام؛ وجاء في التفسير: أهاويل أحلام؛ و"الأضغاث"؛ في اللغة: الأشياء المختلطة؛ بل افتراه بل هو شاعر ؛ أي: أخذوا ينقضون أقوالهم بعضها ببعض؛ فيقولون مرة: "هذه أحلام"؛ ومرة: "هذا شعر"؛ ومرة: "مفترى"؛ فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ؛ فاقترحوا الآيات التي لا يقع معها إمهال إذا كذب بها؛ فقال الله - عز وجل -: ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ؛ أي: ما آمن أهل قرية أتتهم هذه الآيات حتى أوجب الله استئصالهم؛ وإهلاكهم بالعذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        والله جعل موعد هذه الأمة القيامة ؛ فقال: [ ص: 385 ] بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ؛ والله قد أعطاهم الآيات التي تبينوا بها نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ من القرآن؛ الذي دعوا أن يأتوا بسورة مثله؛ ومن انشقاق القمر؛ ومن قوله: ليظهره على الدين كله ؛ فظهر أهل الإسلام حتى صاروا أكثر من كل فرقة؛ فليس أهل ملة واحدة لهم كثرة أهل الإسلام؛ وأظهره الله أيضا بالحجة القاطعة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية