الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 414 ] القول في تأويل قوله ( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين ( 63 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم ، الداعين إلى عبادة أوثانهم : من الذي ينجيكم " من ظلمات البر " إذا ضللتم فيه فتحيرتم ، فأظلم عليكم الهدى والمحجة ، ومن ظلمات البحر إذا ركبتموه ، فأخطأتم فيه المحجة ، فأظلم عليكم فيه السبيل ، فلا تهتدون له غير الله الذي إليه مفزعكم حينئذ بالدعاء " تضرعا " منكم إليه واستكانة جهرا " وخفية " يقول : وإخفاء للدعاء أحيانا ، وإعلانا وإظهارا تقولون : لئن أنجيتنا من هذه يا رب أي من هذه الظلمات التي نحن فيها " لنكونن من الشاكرين " يقول : لنكونن ممن يوحدك بالشكر ، ويخلص لك العبادة ، دون من كنا نشركه معك في عبادتك .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 415 ]

ذكر من قال ذلك :

13342 - حدثني محمد بن سعيد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية " يقول : إذا أضل الرجل الطريق ، دعا الله : " لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين " .

13343 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر " يقول : من كرب البر والبحر .

التالي السابق


الخدمات العلمية