الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17868 باب المسلم يدل المشركين على عورة المسلمين

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي - رحمه الله - أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ، ثنا سفيان بن عيينة ( ح وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان المرادي ، ( أنبأ الشافعي ) أنبأ سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن الحسن بن محمد ، عن عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت عليا - رضي الله عنه - يقول : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا ، والزبير ، والمقداد فقال : " انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب " . فخرجنا تعادى بنا خيلنا ، فإذا نحن بظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي كتاب ، فقلنا : لها لتخرجن الكتاب ، أو لنلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبر ببعض أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما هذا يا حاطب ؟ " . قال : لا تعجل علي ، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم ، ولم يكن لي بمكة قرابة ، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدا ، والله ما فعلته شكا في ديني ، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إنه قد صدق " . فقال عمر - رضي الله عنه - : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . ونزلت : ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) أخرجه البخاري ، ومسلم [ ص: 147 ] في الصحيح ، عن جماعة ، عن سفيان .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية