الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          فصل يوم الشك إذا لم يكن في السماء علة ولم يتراءى الناس الهلال ، قال القاضي وغيره : أو شهد به من رد الحاكم شهادته ، قال : أو كان في السماء علة وقلنا لا يجب صومه ، فإن صامه بنية الرمضانية احتياطا كره ، على [ ص: 126 ] ما سبق ، ذكره صاحب المحرر ، وإن صامه تطوعا كره إفراده ، ويصح ، وذكر صاحب المحرر أنه ظاهر كلام أحمد ، وذكر رواية الأثرم السابقة في تقديم رمضان ، وقال : هذا الكلام لا يعطي أكثر من مجرد الكراهة ، كذا قال . وقيل : يحرم ولا يصح ، اختاره ابن البناء ، وأبو الخطاب في العبادات ، وصاحب المحرر وغيرهم ، وجزم به ابن الزاغوني وغيره ، وفاقا لأكثر الشافعية .

                                                                                                          وقال في الرعاية : وقيل : يحرم بدون عادة أو نذر مطلق ، ويبطل على الأصح بدونهما . وحكى الخطابي عن أحمد : لا يكره ( و هـ م ) حملا للنهي على صومه من رمضان ، ولا يكره مع عادة ( و ) أو صلته بما قبل النصف ( و ) وبعده الخلاف السابق ، ولا يكره عن واجب ، لجواز النفل المعتاد فيه كغيره ، والشك مع البناء على الأصل لا يمنع سقوط الفرض ، وعنه . يكره صومه قضاء ، جزم به في الإيضاح والوسيلة والإفصاح ، فيتوجه طرده في كل واجب ( و هـ ش ) للشك في براءة الذمة ، ولهذا قال بعض الحنفية : لا يجزئه عنه ، كما لو بان من رمضان عندهم ، وفي ( لقطة العجلان ) : لا يجوز صيام يوم الشك ، سواء صامه نفلا أو عن نذر أو قضاء ، فإن صامه لم يصح ، والله أعلم .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية