الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
حدثني يحيى عن مالك عن صدقة بن يسار المكي أن رجلا من أهل اليمن جاء إلى nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر وقد ضفر رأسه فقال يا أبا عبد الرحمن إني قدمت بعمرة مفردة فقال له nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر لو كنت معك أو سألتني لأمرتك أن تقرن فقال اليماني قد كان ذلك فقال nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر خذ ما تطاير من رأسك وأهد فقالت امرأة من أهل العراق ما هديه يا أبا عبد الرحمن فقال هديه فقالت له ما هديه فقال nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=treesubj&link=3679_3963_3753لو لم أجد إلا أن أذبح شاة لكان أحب إلي من أن أصوم
879 868 - ( مالك عن صدقة بن يسار ) - بفتح التحتية ، والمهملة الخفيفة - الجزري ( المكي ) نزيل مكة مات سنة اثنين وثلاثين ومائة : ( أن رجلا من أهل اليمن جاء إلى عبد الله بن عمر ، وقد ضفر رأسه ) - بفتح المعجمة ، والفاء الخفيفة ( فقال : يا أبا عبد الرحمن ) كنية ابن عمر ( إني [ ص: 503 ] قدمت بعمرة مفردة ، فقال عبد الله بن عمر : لو كنت معك ، أو سألتني لأمرتك أن تقرن ) - بضم الراء ، وكسرها - أي لأعلمتك بإباحة ذلك ، وأن القران مثل التمتع ، ( فقال اليماني : قد كان ذلك ) الذي أخبرتك من التمتع ، قال أبو عبد الملك : معناه قد فاتني الذي تقول ، لأني طفت وسعيت للعمرة ، فماذا علي الحلاق ، أو التقصير ؟ ( فقال عبد الله بن عمر : خذ ما تطاير ) ، أي ارتفع ( من ) شعر ( رأسك ) ، أي قصر ، ( وأهد ) للتمتع ، ( فقالت امرأة من أهل العراق : ما هديه ) بفتح ، فسكون فتحتية خفيفة ، وبكسر الدال ، وشد التحتية - قال أبو عمر : هو أولى لأنه مما يهدى لله تعالى ، ( يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال : هديه ، فقالت له : ما هديه ) بالتثقيل والتخفيف فيهما أيضا ، واحدة الهدي ما يهدى إلى الحرم من النعم بالتثقيل ، والخفة أيضا ، وقيل : المثقل جمع المخفف ، أجمل الهدي أولا ، وثانيا رجاء أنه يأخذ بالأفضل ، فلما اضطر للكلام صرح ، ( فقال عبد الله بن عمر : لو لم أجد إلا أن أذبح شاة ، لكان أحب إلي من أن أصوم ) ، وهذا لا يخالف قوله أولا ما استيسر من الهدي بدنة أو بقرة ، إما لأنه رجع عنه ، أو لأنه قيد بعدم الوجود ، فمن وجد البقرة ، أو البدنة فهو أفضل له ، قال أبو عمر : هذا أصح من رواية من روى عن ابن عمر : الصيام أحب إلي من الشاة ، لأنه معروف من مذهب ابن عمر تفضيل إراقة الدماء في الحج على سائر الأعمال .
52 - باب جامع الهدي
879 868 - ( مالك عن صدقة بن يسار ) - بفتح التحتية ، والمهملة الخفيفة - الجزري ( المكي ) نزيل مكة مات سنة اثنين وثلاثين ومائة : ( أن رجلا من أهل اليمن جاء إلى عبد الله بن عمر ، وقد ضفر رأسه ) - بفتح المعجمة ، والفاء الخفيفة ( فقال : يا أبا عبد الرحمن ) كنية ابن عمر ( إني [ ص: 503 ] قدمت بعمرة مفردة ، فقال عبد الله بن عمر : لو كنت معك ، أو سألتني لأمرتك أن تقرن ) - بضم الراء ، وكسرها - أي لأعلمتك بإباحة ذلك ، وأن القران مثل التمتع ، ( فقال اليماني : قد كان ذلك ) الذي أخبرتك من التمتع ، قال أبو عبد الملك : معناه قد فاتني الذي تقول ، لأني طفت وسعيت للعمرة ، فماذا علي الحلاق ، أو التقصير ؟ ( فقال عبد الله بن عمر : خذ ما تطاير ) ، أي ارتفع ( من ) شعر ( رأسك ) ، أي قصر ، ( وأهد ) للتمتع ، ( فقالت امرأة من أهل العراق : ما هديه ) بفتح ، فسكون فتحتية خفيفة ، وبكسر الدال ، وشد التحتية - قال أبو عمر : هو أولى لأنه مما يهدى لله تعالى ، ( يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال : هديه ، فقالت له : ما هديه ) بالتثقيل والتخفيف فيهما أيضا ، واحدة الهدي ما يهدى إلى الحرم من النعم بالتثقيل ، والخفة أيضا ، وقيل : المثقل جمع المخفف ، أجمل الهدي أولا ، وثانيا رجاء أنه يأخذ بالأفضل ، فلما اضطر للكلام صرح ، ( فقال عبد الله بن عمر : لو لم أجد إلا أن أذبح شاة ، لكان أحب إلي من أن أصوم ) ، وهذا لا يخالف قوله أولا ما استيسر من الهدي بدنة أو بقرة ، إما لأنه رجع عنه ، أو لأنه قيد بعدم الوجود ، فمن وجد البقرة ، أو البدنة فهو أفضل له ، قال أبو عمر : هذا أصح من رواية من روى عن ابن عمر : الصيام أحب إلي من الشاة ، لأنه معروف من مذهب ابن عمر تفضيل إراقة الدماء في الحج على سائر الأعمال .