الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      أقسام الملائكة وخصائصهم .

      ثم هم بالنسبة إلى ما هيأهم الله تعالى له ووكلهم به على أقسام : فمنهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم الصلاة والسلام ، وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام ، قال الله تعالى : ( من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) ( البقرة : 97 ) وقال تعالى : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) ( الشعراء : 193 ) وقال تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) ( النحل : 102 ) وقال تعالى : ( إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) ( النجم : 4 - 9 ) وهذا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم له في الأبطح حين تجلى له على صورته التي خلق عليها ، له ستمائة جناح قد سد عظم خلقه الأفق ، ثم رآه ليلة المعراج أيضا في السماء كما قال تعالى : ( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ) ( النجم : 13 - 15 ) .

      ولم يره صلى الله عليه وسلم في صورته إلا هاتين المرتين ، وبقية الأوقات في صورة رجل ، وغالبا في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه .

      وقال تعالى فيه : ( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين ( التكوير : 19 - 23 ) الآيات .

      وقال تعالى : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ) [ ص: 659 ] ( سبأ : 23 ) تقدم الحديث في معنى الآية . وفيه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله تعالى من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل بأهل السماوات ، كلما مر بسماء سأله ملائكتها ، ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل عليه السلام : قال الحق وهو العلي الكبير " . فيقول كلهم مثل ما قال جبريل . ثم ينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل وهو في الصحيحين .

      وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر بعض الأحاديث في بدء الوحي من الفصل الآتي .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية