الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ( 74 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن قيل إبراهيم لأبيه آزر أنه قال : " أتتخذ أصناما آلهة " تعبدها وتتخذها ربا دون الله الذي خلقك فسواك ورزقك ؟

و " الأصنام " : جمع " صنم " و " الصنم " التمثال من حجر أو خشب أو من غير ذلك في صورة إنسان ، وهو " الوثن " . وقد يقال للصورة المصورة على صورة الإنسان في الحائط وغيره : " صنم " و " وثن " .

" إني أراك وقومك في ضلال مبين " يقول : " إني أراك " يا آزر ، " وقومك " الذين يعبدون معك الأصنام ويتخذونها آلهة " في ضلال " يقول : في زوال عن محجة الحق ، وعدول عن سبيل الصواب " مبين " يقول : يتبين لمن أبصره أنه جور عن قصد السبيل ، وزوال عن محجة الطريق القويم . يعني بذلك أنه قد ضل هو وهم عن توحيد الله وعبادته ، الذي استوجب عليهم إخلاص العبادة له بآلائه عندهم ، دون غيره من الآلهة والأوثان .

التالي السابق


الخدمات العلمية