الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فكلوا منها وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن إبراهيم قال : كان المشركون لا يأكلون من ذبائح نسائكهم [ ص: 476 ] فنزلت : فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير فرخص للمسلمين، فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في "سننه" عن مجاهد في الآية قال : هي رخصة إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، بمنزلة قوله : وإذا حللتم فاصطادوا [ المائدة : 2 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : إن شاء أكل من الهدي والأضحية، وإن شاء لم يأكل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عطاء : فكلوا منها وأطعموا قال : إذا ذبحتم فابدءوا فكلوا وأطعموا، وأقلوا لحوم الأضاحي عندكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح الحنفي : فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير قال : هي في الأضاحي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : فكلوا منها إن ابن مسعود كان يقول للذي يبعث بهديه معه : كل ثلثا، وتصدق بالثلث، وأهد لآل عتبة ثلثا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن جابر بن عبد الله قال : نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جزور [ ص: 477 ] ببضعة فجعلت في قدر، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي من اللحم وحسوا من المرق ، قال سفيان : لأن الله يقول : فكلوا منها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : وأطعموا البائس قال : الزمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله : وأطعموا البائس الفقير قال : البائس الذي لم يجد شيئا من شدة الحاجة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت طرفة وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                                      يغشاهم البائس المدقع والضيف وجار مجاور جنب



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة ومجاهد قالا : البائس الذي يمد كفيه إلى الناس يسأل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : البائس المضطر الذي عليه البؤس والفقير الضعيف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : البائس الفقير قال : هما سواء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة قال : البائس الفقير الذي به زمانة وهو فقير .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 478 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية