الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين

                                                                                                                                                                                                الكيل على ثلاثة أضرب : واف ، وطفيف ، وزائد ، فأمر بالواجب الذي هو الإيفاء ، ونهى عن المحرم الذي هو التطفيف ، ولم يذكر الزائد ، وكأن تركه عن الأمر والنهي : دليل على أنه إن فعله فقد أحسن وإن لم يفعله فلا عليه . قرئ : "بالقسطاس" مضموما ومكسورا [ ص: 413 ] وهو الميزان وقيل : القرسطون ، فإن كان من القسط وهو العدل -وجعلت العين مكررة- فوزنه فعلاس ، وإلا فهو رباعي . وقيل : وهو بالرومية العدل . يقال : بخسته حقه ، إذا نقصته إياه . ومنه قيل للمكس : البخس ، وهو عام في كل حق ثبت لأحد أن لا يهضم ، وفي كل ملك أن لا يغصب عليه مالكه ولا يتحيف منه ، ولا يتصرف فيه إلا بإذنه تصرفا شرعيا . يقال : عثا في الأرض وعثى وعاث ، وذلك نحو قطع الطريق ، والغارة ، وإهلاك الزروع ، وكانوا يفعلون ذلك مع توليهم أنواع الفساد فنهوا عن ذلك . وقرئ : "الجبلة " ، بوزن الأبلة . والجبلة ، بوزن الخلقة . ومعناهن واحد ، أي : ذوي الجبلة ، وهو كقولك : والخلق الأولين .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية