nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662_28678_28723_28902_34088_34131_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قل من رب السماوات والأرض تحقيق كما قال بعض المحققين لأن خالقهما ومتولي أمرهما مع ما فيهما على الإطلاق هو الله تعالى وقيل : إنه سبحانه بعد أن ذكر انقياد المظروف لمشيئته تعالى ذكر ما هو كالحجة على ذلك من كونه جل وعلا خالق هذا الظرف العظيم الذي يبهر العقول ومدبره أي قل يا
محمد لهؤلاء الكفار الذين اتخذوا من دونه أولياء من رب هذه الأجرام العظيمة العلوية والسفلية
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قل الله أمر صلى الله تعالى عليه وسلم بالجواب إشعارا بأنه متعين للجوابية فهو عليه الصلاة والسلام والخصم في تقريره سواء ويجوز أن يكون ذلك تلقينا للجواب ليبين لهم ما هم عليه من مخالفتهم لما علموه وقيل : إنه حكاية لاعترافهم والسياق يأباه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي : إنهم جهلوا الجواب فطلبوه من جهته صلى الله عليه وسلم فأمر بإعلامهم به ويبعده أنه تعالى قد أخبر بعلمهم في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله وحينئذ كيف يقال : إنهم جهلوا الجواب فطلبوه نعم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي : روي أنه لما قال صلى الله عليه وسلم ذلك للمشركين عطفوا عليه فقالوا : أجب أنت فأمره الله تعالى بالجواب وهو بفرض صحته لا يدل على جهلهم كما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قل إلزاما لهم وتبكيتا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أفاتخذتم لأنفسكم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16من دونه أولياء عاجزين لا يملكون لأنفسهم وهي أعز عليهم
[ ص: 128 ] منكم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16نفعا يستجلونه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16ولا ضرا يدفعونه عنها فضلا عن القدرة على جلب النفع للغير ودفع الضرر عنه والهمزة للإنكار والمراد بعد أن علمتموه رب السماوات والأرض اتخذتم من دونه أولياء في غاية العجز عن نفعكم فجعلتم ما كان يجب أن يكون سبب التوحيد من علمكم سبب الإشراك فالفاء عاطفة للتسبب والتفريع دخلت الهمزة عليه لأن المنكر الاتخاذ بعد العلم لا العلم ولا هما معا ووصف الأولياء بما ذكر مما يقوي الإنكار ويؤكده ويفهم على ما قيل من كلام البعض أن هذا دليل ثان على ضلالهم وفساد رأيهم في اتخاذهم أولياء رجاء أن ينفعوهم واختلف في الدليل الأول فقيل : هو ما يفهم من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قل أفاتخذتم من دونه أولياء وقيل : هو ما يفهم من قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14والذين يدعون من دونه .. إلخ فتدبر
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قل تصويرا لآرائهم الركيكة بصورة المحسوس
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16هل يستوي الأعمى الذي هو المشرك الجاهل بالعبادة ومستحقها
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16والبصير الذي هو الموحد العالم بذلك وإلى هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وفي الكلام عليه استعارة تصريحية وكذا على ما قيل : إن المراد بالأول الجاهل بمثل هذه الحجة وبالثاني العالم بها وقيل : إن الكلام على التشبيه والمراد لا يستوي المؤمن والكافر كما لا يستوي الأعمى والبصير فلا مجاز ومن الناس من فسر الأول بالمعبود الغافل والثاني بالمعبود العالم بكل شيء وفيه بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أم هل تستوي الظلمات التي هي عبارة عن الكفر والضلال
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16والنور الذي هو عبارة عن الإيمان والتوحيد وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أيضا وجمع الظلمات لتعدد أنواع الكفر ككفر النصارى وكفر المجوس وكفر غيرهم وكون الكفر كله ملة واحدة أمر آخر .
و ( أم ) كما في البحر منقطعة وتقدر ببل والهمزة على المختار والتقدير بل أهل تستوي وهل وإن نابت عن الهمزة في كثير من المواضع فقد جامعتها أيضا كما في قوله :
أهل رأونا بوادي القف ذي الأكم
.
وإذا جامعتها مع التصريح بها فلأن تجامعها مع أم المتضمنة لها أولى ويجوز فيها بعد أم هذه أن يؤتى بها لشبهها بالأدوات الاسمية التي للاستفهام في عدم الأصالة فيه كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31أمن يملك السمع والأبصار ويجوز أن لا يؤتى بها لأن أم متضمنة للاستفهام وقد جاء الأمران في قوله : .
هل ما علمت وما استودعت مكتوم أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته إثر الأحبة يوم البين مشكوم
وقرأ الأخوان
nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر ( أم هل يستوي ) بالباء التحتية ثم إنه تعالى أكد ما اقتضاه الكلام السابق من تخطئة المشركين فقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أم جعلوا أي بل أجعلوا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16لله جل وعلا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16شركاء خلقوا كخلقه سبحانه وتعالى والهمزة لإنكار الوقوع وليس المنكر هو الجعل لأنه واقع منهم وإنما هو الخلق كخلقه تعالى والمعنى أنهم لم يجعلوا لله تعالى شركاء خلقوا كخلقه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16فتشابه الخلق عليهم بسبب ذلك وقالوا : هؤلاء خلقوا كخلق الله تعالى واستحقوا بذلك العبادة كما استحقها سبحانه ليكون ذلك منشأ لخطئهم بل إنما جعلوا له شركاء عاجزين لا يقدرون على ما يقدر عليه الخلق فضلا عما يقدر عليه الخالق والمقصود
[ ص: 129 ] بالإنكار والنفي هو القيد والمقيد على ما نص عليه غير واحد من المحققين وفي الانتصاف أن
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16خلقوا كخلقه في سياق الإنكار جيء به للتهكم فإن غير الله تعالى لا يخلق شيئا مساويا ولا منحطا وقد كان يكفي في الإنكار لولا ذلك أن الآلهة التي اتخذوها لا تخلق .
وتعقبه
الطيبي بأن إثبات التهكم تكلف فإنه ذكر الشيء وإرادة نقيضه استحقارا للمخاطب كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فبشرهم بعذاب أليم وها هنا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16كخلقه جيء به مبالغة في إثبات العجز لآلهتهم على سبيل الاستدراج وإرخاء العنان فإنه تعالى لما أنكر عليهم أولا اتخاذهم من دونه شركاء ووصفها بأنها لا تملك لأنفسها نفعا ولا ضرا فكيف تملك ذلك لغيرها أنكر عليهم ثانيا على سبيل التدرج وصف الخلق أيضا يعني هب أن أولئك الشركاء قادرون على نفع أنفسهم وعلى نفع عبدتهم فهل يقدرون على أن يخلقوا شيئا وهب أنهم قادرون على خلق بعض الأشياء فهل يقدرون على ما يقدر عليه الخالق من خلق السماوات والأرض . اهـ . والحق أن الآية ناعية عليهم متهكمة بهم فإن من لا يملك لنفسه شيئا من النفع والضر أبعد من أن يفيدهم ذلك وكيف يتوهم فيه أنه خالق وأن يشتبه على ذي عقل فينبه على نفيه وهذا المقدار يكفي في الغرض فافهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قل تحقيقا للحق وإرشادا لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16الله خالق كل شيء من الجواهر والأعراض ويلزم هذا أن لا خالق سواه لئلا يلزم التوارد وهو المقصود ليدل على المراد وهو نفي استحقاق غيره تعالى للعبادة والألوهية أي لا خالق سواه فيشاركه في ذلك الاستحقاق .
وبعموم الآية استدل أهل السنة على أن أفعال العباد مخلوقة له تعالى
والمعتزلة تزعم التخصيص بغير أفعالهم ومن الناس من يحتج أيضا لما ذهب إليه أهل الحق بالآية الأولى وهو كما ترى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16وهو الواحد المتوحد بالألوهية المنفرد بالربوبية
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16القهار . (16) . الغالب على كل ما سواه ومن جملة ذلك آلهتهم فكيف يكون المغلوب شريكا له تعالى وهذا على ما قيل كالنتيجة لما قبله وهو يحتمل أن يكون من مقول القول وأن يكون جملة مستأنفة .
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662_28678_28723_28902_34088_34131_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ تَحْقِيقٌ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ لِأَنَّ خَالِقَهُمَا وَمُتَوَلِّي أَمْرِهِمَا مَعَ مَا فِيهِمَا عَلَى الْإِطْلَاقِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَقِيلَ : إِنَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ انْقِيَادَ الْمَظْرُوفِ لِمَشِيئَتِهِ تَعَالَى ذَكَرَ مَا هُوَ كَالْحُجَّةِ عَلَى ذَلِكَ مِنْ كَوْنِهِ جَلَّ وَعَلَا خَالِقَ هَذَا الظَّرْفِ الْعَظِيمِ الَّذِي يُبْهِرُ الْعُقُولَ وَمُدَبِّرَهُ أَيْ قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَنْ رَبُّ هَذِهِ الْأَجْرَامِ الْعَظِيمَةِ الْعُلْوِيَّةِ وَالسُّفْلِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قُلِ اللَّهُ أُمِرَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَوَابِ إِشْعَارًا بِأَنَّهُ مُتَعَيَّنٌ لْلِجَوَابِيَّةِ فَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَالْخَصْمُ فِي تَقْرِيرِهِ سَوَاءٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَلْقِينًا لِلْجَوَابِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ مُخَالَفَتِهِمْ لِمَا عَلِمُوهُ وَقِيلَ : إِنَّهُ حِكَايَةٌ لِاعْتِرَافِهِمْ وَالسِّيَاقُ يَأْبَاهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ : إِنَّهُمْ جَهِلُوا الْجَوَابَ فَطَلَبُوهُ مِنْ جِهَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُمِرَ بِإِعْلَامِهِمْ بِهِ وَيُبْعِدُهُ أَنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَخْبَرَ بِعِلْمِهِمْ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وَحِينَئِذٍ كَيْفَ يُقَالُ : إِنَّهُمْ جَهِلُوا الْجَوَابَ فَطَلَبُوهُ نَعَمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13890الْبَغَوِيُّ : رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ لِلْمُشْرِكِينَ عَطَفُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا : أَجِبْ أَنْتَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْجَوَابِ وَهُوَ بِفَرْضِ صِحَّتِهِ لَا يَدُلُّ عَلَى جَهْلِهِمْ كَمَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قُلْ إِلْزَامًا لَهُمْ وَتَبْكِيتًا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أَفَاتَّخَذْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ عَاجِزِينَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَهِيَ أَعَزُّ عَلَيْهِمْ
[ ص: 128 ] مِنْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16نَفْعًا يَسْتَجِلُّونَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16وَلا ضَرًّا يَدْفَعُونَهُ عَنْهَا فَضْلًا عَنِ الْقُدْرَةِ عَلَى جَلْبِ النَّفْعِ لِلْغَيْرِ وَدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ وَالْمُرَادُ بَعْدَ أَنْ عَلِمْتُمُوهُ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فِي غَايَةِ الْعَجْزِ عَنْ نَفْعِكُمْ فَجَعَلْتُمْ مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ سَبَبَ التَّوْحِيدِ مِنْ عِلْمِكُمْ سَبَبَ الْإِشْرَاكِ فَالْفَاءُ عَاطِفَةٌ لِلتَّسَبُّبِ وَالتَّفْرِيعِ دَخَلَتِ الْهَمْزَةُ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْمُنْكَرَ الِاتِّخَاذُ بَعْدَ الْعِلْمِ لَا الْعِلْمُ وَلَا هُمَا مَعًا وَوُصِفَ الْأَوْلِيَاءُ بِمَا ذُكِرَ مِمَّا يُقَوِّي الْإِنْكَارَ وَيُؤَكِّدُهُ وَيُفْهَمُ عَلَى مَا قِيلَ مِنْ كَلَامِ الْبَعْضِ أَنَّ هَذَا دَلِيلٌ ثَانٍ عَلَى ضَلَالِهِمْ وَفَسَادِ رَأْيِهِمْ فِي اتِّخَاذِهِمْ أَوْلِيَاءَ رَجَاءَ أَنْ يَنْفَعُوهُمْ وَاخْتُلِفَ فِي الدَّلِيلِ الْأَوَّلِ فَقِيلَ : هُوَ مَا يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ وَقِيلَ : هُوَ مَا يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ .. إِلَخْ فَتَدَبَّرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قُلْ تَصْوِيرًا لِآرَائِهِمُ الرَّكِيكَةِ بِصُورَةِ الْمَحْسُوسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى الَّذِي هُوَ الْمُشْرِكُ الْجَاهِلُ بِالْعِبَادَةِ وَمُسْتَحَقُّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16وَالْبَصِيرُ الَّذِي هُوَ الْمُوَحِّدُ الْعَالِمُ بِذَلِكَ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ وَفِي الْكَلَامِ عَلَيْهِ اسْتِعَارَةٌ تَصْرِيحِيَّةٌ وَكَذَا عَلَى مَا قِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالْأَوَّلِ الْجَاهِلُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْحُجَّةِ وَبِالثَّانِي الْعَالِمُ بِهَا وَقِيلَ : إِنَّ الْكَلَامَ عَلَى التَّشْبِيهِ وَالْمُرَادُ لَا يَسْتَوِي الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ كَمَا لَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ فَلَا مَجَازَ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ فَسَّرَ الْأَوَّلَ بِالْمَعْبُودِ الْغَافِلِ وَالثَّانِيَ بِالْمَعْبُودِ الْعَالِمِ بِكُلِّ شَيْءٍ وَفِيهِ بُعْدٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ الَّتِي هِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16وَالنُّورُ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ أَيْضًا وَجُمِعَ الظُّلُمَاتُ لِتَعَدُّدِ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ كَكُفْرِ النَّصَارَى وَكُفْرِ الْمَجُوسِ وَكُفْرِ غَيْرِهِمْ وَكَوْنُ الْكُفْرِ كُلِّهِ مِلَّةً وَاحِدَةً أَمْرٌ آخَرُ .
وَ ( أَمْ ) كَمَا فِي الْبَحْرِ مُنْقَطِعَةٌ وَتُقَدَّرُ بِبَلْ وَالْهَمْزَةُ عَلَى الْمُخْتَارِ وَالتَّقْدِيرُ بَلْ أَهَلْ تَسْتَوِي وَهَلْ وَإِنْ نَابَتْ عَنِ الْهَمْزَةِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ فَقَدْ جَامَعَتْهَا أَيْضًا كَمَا فِي قَوْلِهِ :
أَهَلْ رَأَوْنَا بِوَادِي الْقُفِّ ذِي الْأَكَمِ
.
وَإِذَا جَامَعَتْهَا مَعَ التَّصْرِيحِ بِهَا فَلِأَنَّ تَجَامُعَهَا مَعَ أَمِ الْمُتَضَمِّنَةِ لَهَا أَوْلَى وَيَجُوزُ فِيهَا بَعْدَ أَمْ هَذِهِ أَنْ يُؤْتَى بِهَا لِشَبَهِهَا بِالْأَدَوَاتِ الِاسْمِيَّةِ الَّتِي لِلِاسْتِفْهَامِ فِي عَدَمِ الْأَصَالَةِ فِيهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَيَجُوزُ أَنْ لَا يُؤْتَى بِهَا لِأَنَّ أَمْ مُتَضَمِّنَةٌ لِلِاسْتِفْهَامِ وَقَدْ جَاءَ الْأَمْرَانِ فِي قَوْلِهِ : .
هَلْ مَا عَلِمْتَ وَمَا اسْتَوْدَعْتَ مَكْتُومُ أَمْ حَبَلُهَا إِذْ نَأَتْكَ الْيَوْمَ مَصْرُومُ
أَمْ هَلْ كَبِيرٌ بَكَى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَهُ إِثْرَ الْأَحِبَّةِ يَوْمَ الْبَيْنِ مَشْكُومُ
وَقَرَأَ الْأَخَوَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=11948وَأَبُو بَكْرٍ ( أَمْ هَلْ يَسْتَوِي ) بِالْبَاءِ التَّحْتِيَّةِ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى أَكَّدَ مَا اقْتَضَاهُ الْكَلَامُ السَّابِقُ مِنْ تَخْطِئَةِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أَمْ جَعَلُوا أَيْ بَلْ أَجَعَلُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْهَمْزَةُ لِإِنْكَارِ الْوُقُوعِ وَلَيْسَ الْمُنْكَرُ هُوَ الْجَعْلُ لِأَنَّهُ وَاقِعٌ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا هُوَ الْخَلْقُ كَخَلْقِهِ تَعَالَى وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمْ يَجْعَلُوا لِلَّهِ تَعَالَى شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ وَقَالُوا : هَؤُلَاءِ خَلَقُوا كَخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَحَقُّوا بِذَلِكَ الْعِبَادَةَ كَمَا اسْتَحَقَّهَا سُبْحَانَهُ لِيَكُونَ ذَلِكَ مَنْشَأً لِخَطَئِهِمْ بَلِ إِنَّمَا جَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ عَاجِزِينَ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْخَلْقُ فَضْلًا عَمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْخَالِقُ وَالْمَقْصُودُ
[ ص: 129 ] بِالْإِنْكَارِ وَالنَّفْيِ هُوَ الْقَيْدُ وَالْمُقَيَّدُ عَلَى مَا نَصَّ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ وَفِي الِانْتِصَافِ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فِي سِيَاقِ الْإِنْكَارِ جِيءَ بِهِ لِلتَّهَكُّمِ فَإِنَّ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَخْلُقُ شَيْئًا مُسَاوِيًا وَلَا مُنْحَطًّا وَقَدْ كَانَ يَكْفِي فِي الْإِنْكَارِ لَوْلَا ذَلِكَ أَنَّ الْآلِهَةَ الَّتِي اتَّخَذُوهَا لَا تَخْلُقُ .
وَتَعَقَّبَهُ
الطَّيِّبِيُّ بِأَنَّ إِثْبَاتَ التَّهَكُّمِ تُكَلُّفٌ فَإِنَّهُ ذِكْرُ الشَّيْءِ وَإِرَادَةُ نَقِيضِهِ اسْتِحْقَارًا لِلْمُخَاطَبِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَهَا هُنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16كَخَلْقِهِ جِيءَ بِهِ مُبَالَغَةً فِي إِثْبَاتِ الْعَجْزِ لِآلِهَتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِدْرَاجِ وَإِرْخَاءِ الْعِنَانِ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا اتِّخَاذَهُمْ مِنْ دُونِهِ شُرَكَاءَ وَوَصَفَهَا بِأَنَّهَا لَا تَمْلِكُ لِأَنْفُسِهَا نَفْعًا وَلَا ضَرًّا فَكَيْفَ تَمْلِكُ ذَلِكَ لِغَيْرِهَا أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ ثَانِيًا عَلَى سَبِيلِ التَّدَرُّجِ وَصْفَ الْخَلْقِ أَيْضًا يَعْنِي هَبْ أَنَّ أُولَئِكَ الشُّرَكَاءَ قَادِرُونَ عَلَى نَفْعِ أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَفْعِ عَبَدَتِهِمْ فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَخْلُقُوا شَيْئًا وَهَبْ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَى خَلْقِ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْخَالِقُ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . اهَـ . وَالْحَقُّ أَنَّ الْآيَةَ نَاعِيَةٌ عَلَيْهِمْ مُتَهَكِّمَةٌ بِهِمْ فَإِنَّ مَنْ لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ النَّفْعِ وَالضُّرِّ أَبْعَدُ مِنْ أَنْ يُفِيدَهُمْ ذَلِكَ وَكَيْفَ يُتَوَهَّمُ فِيهِ أَنَّهُ خَالِقٌ وَأَنْ يَشْتَبِهَ عَلَى ذِي عَقْلٍ فَيُنَبَّهُ عَلَى نَفْيِهِ وَهَذَا الْمِقْدَارُ يَكْفِي فِي الْغَرَضِ فَافْهَمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16قُلْ تَحْقِيقًا لِلْحَقِّ وَإِرْشَادًا لَهُمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْجَوَاهِرِ وَالْأَعْرَاضِ وَيَلْزَمُ هَذَا أَنْ لَا خَالِقَ سِوَاهُ لِئَلَّا يَلْزَمَ التَّوَارُدُ وَهُوَ الْمَقْصُودُ لِيَدُلَّ عَلَى الْمُرَادِ وَهُوَ نَفْيُ اسْتِحْقَاقِ غَيْرِهِ تَعَالَى لِلْعِبَادَةِ وَالْأُلُوهِيَّةِ أَيْ لَا خَالِقَ سِوَاهُ فَيُشَارِكُهُ فِي ذَلِكَ الِاسْتِحْقَاقِ .
وَبِعُمُومِ الْآيَةِ اسْتَدَلَّ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لَهُ تَعَالَى
وَالْمُعْتَزِلَةُ تَزْعُمُ التَّخْصِيصَ بِغَيْرِ أَفْعَالِهِمْ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَحْتَجُّ أَيْضًا لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ الْحَقِّ بِالْآيَةِ الْأُولَى وَهُوَ كَمَا تَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16وَهُوَ الْوَاحِدُ الْمُتَوَحِّدُ بِالْأُلُوهِيَّةِ الْمُنْفَرِدِ بِالرُّبُوبِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16الْقَهَّارُ . (16) . الْغَالِبُ عَلَى كُلِّ مَا سِوَاهُ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ آلِهَتُهُمْ فَكَيْفَ يَكُونُ الْمَغْلُوبُ شَرِيكًا لَهُ تَعَالَى وَهَذَا عَلَى مَا قِيلَ كَالنَّتِيجَةِ لِمَا قَبْلَهُ وَهُوَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَقُولِ الْقَوْلِ وَأَنْ يَكُونَ جُمْلَةً مُسْتَأْنَفَةً .