الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 260 ] حديث تاسع عشر من البلاغات

مالك أنه بلغه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة : وأنا معه في البيت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : بئس ابن العشيرة ، ثم أذن له ، قالت عائشة : فلم أنشب أن سمعت ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه ، فلما خرج الرجل ، قلت : يا رسول الله ، قلت فيه ما قلت ، ثم لم تنشب أن ضحكت معه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن من شر الناس من اتقاه الناس لشره .

التالي السابق


وهذا الحديث ، عند طائفة من رواة الموطأ ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد - أنه بلغه عن عائشة - ولم يذكر يحيى ، وجماعة معه يحيى بن سعيد في هذا الحديث ، وقد روي عن عائشة من وجوه صحاح من حديث عبد الله بن دينار ، عن عروة ، عن عائشة ، ومن حديث مجاهد ، عن عائشة ، ومن حديث ابن المنكدر ، عن عروة ، عن عائشة ، وهو حديث مجتمع على صحته ، وأصح أسانيده محمد بن المنكدر ، عن عروة ، عن عائشة ، حدثناه خلف بن القاسم قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الخصيب القاضي الخصيبي بمصر ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الفرياني قال : حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر [ ص: 261 ] المديني قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : سمعت محمد بن المنكدر ، يقول : حدثني عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول : استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة ، أو بئس أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له القول ، فلما خرج قلت : يا رسول الله ، قلت الذي قلت ، ثم ألنت له القول ، فقال : يا عائشة ، إن من شر الناس منزلة ، عند الله يوم القيامة من ودعه الناس اتقاء فحشه .

قال ابن المنكدر : لا أدري ، قال : تركه الناس أو ودعه الناس ، قال : سفيان فعجبت من حفظ ابن المنكدر .

وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثني الترمذي قال : حدثني الحميدي ، وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا بكر بن حماد قال : حدثنا مسدد قالا : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثنا محمد بن المنكدر أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن عائشة أنه سمعها تقول :

استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ائذنوا له فبيس ابن العشيرة ، أو قال : أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له القول ، فلما خرج ، قلت له : يا رسول الله ، قلت الذي قلت ، ثم ألنت له القول ؟ فقال : يا عائشة إن شر الناس منزلة ، عند الله يوم القيامة من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه .

[ ص: 262 ] قال الحميدي : قال سفيان : فقلت لمحمد بن المنكدر ، وأنت لمثل هذا تشك في هذا الحديث .

قال أبو عمر :

يعني قوله : بئس ابن العشيرة ، أو أخو العشيرة ، وقوله تركه أو ودعه الناس ، أي إن مثل هذا لا يسأل عنه ، ومن هذا الباب قوله - عليه السلام - : مداراة الناس صدقة .

ويقال إن الرجل الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بئس ابن العشيرة عيينة بن بدر الفزاري ، والله أعلم .

حدثنا خلف بن القاسم ، حدثنا أبو طالب العباس بن أحمد بن سعيد بن مقاتل بن صالح مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي قال : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن حسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن شرار الناس ، عند الله الذين يكرمون اتقاء شرهم .

حدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا بكر بن عبد الرحمن العطار بمصر ، قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان ، حدثنا أبو [ ص: 263 ] صالح عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : شرار الناس الذين يتقون بغير سلطان .




الخدمات العلمية