الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    185 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة وقال بعد ذلك: فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة ؟

                                                                                                                                                                    فقال في الأولى: (ثم تردون) وفي الثانية: (وستردون) وقال في الثانية: (والمؤمنون)؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن الأولى في المنافقين بدليل: قد نبأنا الله من أخباركم وكانوا يخفون من النفاق ما لا يعلمه إلا الله تعالى ورسوله بإعلامه إياه.

                                                                                                                                                                    [ ص: 200 ] والآية الثانية: في المؤمنين، بدليل قوله تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وأعمالهم ظاهرة فيما بينهم من الصلاة والزكاة والحج وأعمال البر فلذلك زاد قوله: (والمؤمنون).

                                                                                                                                                                    وأما (ثم) في الأولى فلأنها وعيد، فبين أنه لكرمه لم يؤاخذهم في الدنيا، فأتى بـ(ثم) المؤذنة بالتراخي.

                                                                                                                                                                    والثانية: وعد، فأتى بالواو والسين المؤذنان بقرب الجزاء والثواب وبعد العقاب، فالمنافقون يؤخر جزاؤهم عن نفاقهم إلى موتهم، فناسب (ثم) والمؤمنون يثابون على العمل الصالح في الدنيا والآخرة لقوله تعالى: فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم الآية.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية