الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون . وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإبراهيم قال الزجاج: هو معطوف على نوح، والمعنى: أرسلنا إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ذلكم يعني عبادة الله خير لكم من عبادة الأوثان، [ ص: 264 ] إن كنتم تعلمون ما هو خير لكم مما هو شر لكم; والمعنى: ولكنكم لا تعلمون . إنما تعبدون من دون الله أوثانا قال الفراء: " إنما " في هذا الموضع حرف واحد، وليست على معنى " الذي " ، وقوله: وتخلقون إفكا مردود على " إنما " ، كقولك: إنما تفعلون كذا، وإنما تفعلون كذا . وقال مقاتل: الأوثان: الأصنام . قال ابن قتيبة : واحدها وثن، وهو ما كان من حجارة أو جص .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وتخلقون إفكا وقرأ ابن السميفع، وأبو المتوكل: " وتختلقون " بزيادة تاء . ثم فيه قولان . أحدهما: تختلقون كذبا في زعمكم أنها آلهة . والثاني: تصنعون الأصنام; والمعنى: تعبدون أصناما أنتم تصنعونها . ثم بين عجزهم بقوله: لا يملكون لكم رزقا أي: لا يقدرون على أن يرزقوكم فابتغوا عند الله الرزق أي: فاطلبوا من الله، فإنه القادر على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإن تكذبوا هذا تهديد لقريش فقد كذب أمم من قبلكم والمعنى: فأهلكوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية