الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا [29]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 15 ] فيه ثلاثة أقوال: أحدها أن تكون "كان" زائدة ونصب "صبيا" على الحال، والعامل فيه الاستقرار، وقيل: "كان" بمعنى وقع ونصب صبي على الحال إلا أن العامل فيه كان، والقول الثالث قول أبي إسحاق. قال: من للشرط، والمعنى من كان في المهد صبيا فكيف نكلمه؟ قال كما تقول: من كان لا يسمع ولا يبصر فكيف أخاطبه؟ قال أبو جعفر: وإنما احتاج النحويون إلى هذه التقديرات؛ لأن الناس كلهم كانوا في المهد صبيانا ولا بد من أن يبين عيسى صلى الله عليه وسلم بشيء منهم وقد حكى سيبويه زيادة كان وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        فكيف إذا مررت بدار قوم وجيران لنا كانوا كرام



                                                                                                                                                                                                                                        وحكى النحويون ما كان أحسن زيدا وقالوا على إلغاء كان .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية