الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ( 85 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وهدينا أيضا لمثل الذي هدينا له نوحا من الهدى والرشاد من ذريته : زكريا بن إدو بن برخيا ، ويحيى بن زكريا ، [ ص: 509 ] وعيسى ابن مريم ابنة عمران بن ياشهم بن أمون بن حزقيا ، وإلياس .

واختلفوا في " إلياس " .

فكان ابن إسحاق يقول : هو إلياس بن يسى بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران ، ابن أخي موسى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - .

وكان غيره يقول : هو إدريس . وممن ذكر ذلك عنه عبد الله بن مسعود .

13515 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبيدة بن ربيعة ، عن عبد الله بن مسعود قال : " إدريس " هو " إلياس " و " إسرائيل " هو " يعقوب " .

وأما أهل الأنساب فإنهم يقولون : " إدريس " جد نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، و " أخنوخ " هو " إدريس بن يرد بن مهلائيل " . وكذلك روي عن وهب بن منبه . [ ص: 510 ]

والذي يقول أهل الأنساب أشبه بالصواب . وذلك أن الله - تعالى ذكره - نسب " إلياس " في هذه الآية إلى " نوح " وجعله من ذريته ، و " نوح " ابن إدريس عند أهل العلم ، فمحال أن يكون جد أبيه منسوبا إلى أنه من ذريته .

وقوله : " كل من الصالحين " يقول : من ذكرناه من هؤلاء الذين سمينا " من الصالحين " يعني : زكريا ويحيى وعيسى وإلياس صلى الله عليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية