الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه العاشر: قوله: إذ يكون لولا أمور من خارج، لم يكن هو بحال. يقال له: الضمير في هو: إن كان عائدا إلى الله، كان معنى الكلام: لولا تلك الأمور الخارجة لم يكن هو بحال. وهذا إذا كانت تلك الأمور مفعولة، وقدر أنها لازمة لإرادته اللازمة لذاته، كان تقدير ارتفاع اللازم يوجب ارتفاع الملزوم، لكن ارتفاع اللازم محال.

وهم يقولون لو ارتفع المعلول لارتفعت العلة، فليس في هذا محذور.

وإن كان الضمير عائدا إلى العلم، أي: لولا المعلوم لم يكن العلم، فهذا أولى أن لا يكون ممتنعا.

وإنما حصلت الشبهة أن قول القائل: لولا أمور من خارج لم يكن هو، يحتمل شيئين:

أحدهما أن تلك الأمور فاعلة له أو جزء من الفاعل، أو [ ص: 26 ] هو محتاج إليها بوجه من الوجوه، وهذا باطل.

والثاني: أن تكون تلك الأمور لازمة لإرادته اللازمة له، أو لغير ذلك من لوازم اللوازم. وعلى هذا فهي المخلوقة المحتاجة إليه من كل وجه.

فإذا قيل: لولا تلك الأمور لم يكن.

كان معناه أنه إذا قدر ارتفاعها لزم ارتفاع ملزومها، وهذا فرض محال.

التالي السابق


الخدمات العلمية