الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2269 ) فصل : وإن أحرم بالعمرة من الحرم ، انعقد إحرامه بها ، وعليه دم ; لتركه الإحرام من الميقات . ثم إن خرج إلى الحل قبل الطواف ، ثم عاد ، أجزأه ; لأنه قد جمع بين الحل والحرم .

                                                                                                                                            وإن لم يخرج حتى قضى عمرته ، صح أيضا ; لأنه قد أتى بأركانها ، وإنما أخل بالإحرام من ميقاتها ، وقد جبره ، فأشبه من أحرم من دون الميقات بالحج . وهذا قول أبي ثور ، وابن المنذر ، وأصحاب الرأي ، وأحد قولي الشافعي . والقول الثاني ، لا تصح عمرته ; لأنه نسك ، فكان من شرطه الجمع بين الحل والحرم ، كالحج . فعلى هذا وجود هذا الطواف كعدمه ، وهو باق على إحرامه حتى يخرج إلى الحل ، ثم يطوف بعد ذلك ويسعى .

                                                                                                                                            وإن حلق قبل ذلك ، فعليه دم . وكذلك كل [ ص: 113 ] ما فعله من محظورات إحرامه ، فعليه فديته . وإن وطئ ، أفسد عمرته ، ويمضي في فاسدها ، وعليه دم لإفسادها ، ويقضيها بعمرة من الحل . ثم إن كانت العمرة التي أفسدها عمرة الإسلام ، أجزأه قضاؤها عن عمرة الإسلام ، وإلا فلا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية