الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [43] مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء .

                                                                                                                                                                                                                                      مهطعين أي : مسرعين إلى الداعي الذي يدعوهم إلى المحشر . وهذا بيان لكيفية قيامهم من قبورهم ، وعجلتهم إلى المحشر ، كقوله تعالى : مهطعين إلى الداع وقوله : يوم يخرجون من الأجداث سراعا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3737 ] مقنعي رءوسهم أي : رافعيها إلى السماء : لا يرتد إليهم طرفهم أي : لا يطرفون ، ولكن عيونهم مفتوحة ممدودة من غير تحريك للأجفان : وأفئدتهم هواء أي : لا قوة فيها ولا ثبات ; لشدة الفزع .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزمخشري : الهواء : الخلاء الذي لم تشغله الأجرام ، فوصف به . فقيل : قلب فلان هواء ، إذا كان جبانا لا قوة في قلبه ولا جراءة . ويقال للأحمق أيضا : قلبه هواء . والمعنى : أن القلوب يومئذ زائلة عن أماكنها والأبصار شاخصة ، والرؤوس مرفوعة إلى السماء من هول ذلك اليوم وشدته وخوف ما يقع فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية