الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين يكتمون ما أنـزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

                                                                                                                                                                                                                                      174- ونزل في رؤساء اليهود وتغييرهم نعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذهم على ذلك الرشا. إن الذين يكتمون ما أنـزل الله من الكتاب في صفة محمد صلى الله عليه وسلم ويشترون به ثمنا قليلا أي: عوضا، أو ذا ثمن. أولئك ما يأكلون في بطونهم ملء بطونهم، تقول: أكل فلان في بطنه، وأكل في بعض بطنه، إلا النار لأنه إذا أكل ما يتلبس بالنار لكونها عقوبة عليه، فكأنه أكل النار، ومنه قولهم: "أكل فلان الدم" إذا أكل الدية التي هي بدل منه. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      يأكلن كل ليلة إكافا



                                                                                                                                                                                                                                      أي: ثمن إكاف، فسماه إكافا لتلبسه به بكونه ثمنا له ولا يكلمهم الله يوم القيامة كلاما يسرهم، ولكن بنحو قوله: اخسئوا فيها ولا تكلمون [المؤمنون: 108] ولا يزكيهم ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم، أو لا يثني عليهم ولهم عذاب أليم مؤلم. والجمل الثلاث معطوفة على خبر "إن"، فقد صار; لـ "إن" أربعة أخبار من الجمل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية