الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت

                                                                                                          1004 حدثنا قتيبة حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت عائشة يرحمه الله لم يكذب ولكنه وهم إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل مات يهوديا إن الميت ليعذب وإن أهله ليبكون عليه قال وفي الباب عن ابن عباس وقرظة بن كعب وأبي هريرة وابن مسعود وأسامة بن زيد قال أبو عيسى حديث عائشة حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن عائشة وقد ذهب أهل العلم إلى هذا وتأولوا هذه الآية ولا تزر وازرة وزر أخرى وهو قول الشافعي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت أي : في الرخصة في البكاء الذي ليس به صوت ، ولا نياحة .

                                                                                                          قوله : ( فقالت عائشة يرحمه الله لم يكذب ، ولكنه وهم إلخ ) وكذلك حكمت عائشة رضي الله عنها على عمر رضي الله عنه أيضا بالتخطئة ، ففي رواية ابن عباس عن عائشة عند البخاري ، ومسلم فقالت : يرحم الله عمر ، والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه . ، وقالت حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر أخرى قال الحافظ في الفتح : وهذه التأويلات عن عائشة متخالفة ، وفيها إشعار بأنها لم ترد الحديث بحديث آخر ، بل بما استشعرته من معارضة القرآن قال الداودي : رواية ابن عباس عن عائشة بينت ما نفته عمرة وعروة عنها إلا أنها خصته بالكافر ؛ لأنها أثبتت أن الميت يزداد عذابا ببكاء أهله ، فأي فرق بين أن يزداد بفعل غيره ، أو يعذب ابتداء . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب ) أي : في باب الرخصة في البكاء على الميت ( عن ابن عباس ) أخرجه أحمد [ ص: 75 ] بلفظ : قال ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فأخره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وقال مهلا يا عمر ، ثم قال : إياكن ونعيق الشيطان ، ثم قال : إنه مهما كان من العين ومن القلب فمن الله عز وجل ، ومن الرحمة ، وما كان من اليد ، ومن اللسان فمن الشيطان . انتهى ( وقرظة بن كعب ) لينظر من أخرجه ( وأبي هريرة ) أخرجه أحمد ، والنسائي قال : مات ميت من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ، ويطردهن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يا عمر ، فإن العين دامعة ، والقلب مصاب ، والعهد قريب . انتهى ( وابن مسعود ) لينظر من أخرجه ( وأسامة بن زيد ) أخرجه الشيخان قال أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه أن ابنا لي قبض فأتنا الحديث ، وفيه : ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده فإنما يرحم الله من عباده الرحماء . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( حديث عائشة حديث حسن صحيح ) أصل القصة رواها الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية