nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_30347_30454_30525_30532_30549_31757_33678_34092_34199_34225_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا أي قرآنا ما والمراد به المعنى اللغوي وهو اسم أن والخبر قوله تعالى شأنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31سيرت به الجبال وجواب لو محذوف لانسياق الكلام إليه كما في قوله : .
فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
والمقصود إما
nindex.php?page=treesubj&link=28890بيان عظم شأن القرآن العظيم وفساد رأي الكفرة حيث لم يقدروا قدره ولم يعدوه من قبيل الآيات واقترحوا غيره وإما بيان غلوهم في المكابرة والعناد وتماديهم في الضلالة والفساد والمعنى على الأول لو أن كتابا سيرت بإنزاله أو بتلاوته الجبال وزعزعت عن مقارها كما فعل ذلك
بالطور لموسى عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو قطعت به الأرض أي شققت وجعلت أنهارا وعيونا كما فعل بالحجر حين ضربه
موسى عليه السلام بعصاه أو جعلت قطعا متصدعة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو كلم به الموتى أي كلم أحد به الموتى بأن أحياهم بقراءته فتكلم معهم بعد وذلك كما وقع الإحياء
لعيسى عليه السلام لكان ذلك هذا القرآن لكونه الغاية القصوى في الانطواء على عجائب آثار قدرة الله تعالى وهيبته عز وجل كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله قاله بعض المحققين وقيل : في التعليل لكونه الغاية في الإعجاز والنهاية في التذكير والإنذار .
وتعقب بأنه لا مدخل للإعجاز في هذه الآثار والتذكير والإنذار مختصان بالعقلاء مع أنه لا علاقة لذلك بتكليم الموتى واعتبار فيض العقول إليها مخل بالمبالغة المقصودة وبحث فيه بأن ما ذكر أولا من مزيد الانطواء على عجائب آثار قدرة الله تعالى أمر يرجع إلى الهيبة وهي أيضا مما لا يترتب عليها تكليم الموتى بل لعلها مانعة من
[ ص: 155 ] ذلك لأنها حيث اقتضت تزعزع الجبال وتقطع الأرض فلأن تقتضي موت الأحياء دون إحياء الأموات الذي يكون التكليم بعده من باب أولى وفيه نظر والباء في المواضع الثلاثة للسببية وجوز في الثالث منها أن تكون صلة ما عندها وتقديم المجرور فيها على المرفوع لقصد الإبهام ثم التفسير لزيادة التقرير على ما مر غير مرة .
و ( أو ) في الموضعين لمنع الخلو لا الجمع والتذكير في
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31كلم لتغليب المذكر من الموتى على غيره واقتراحهم وإن كان متعلقا بمجرد ظهور مثل هذه الأفاعيل العجيبة على يده صلى الله عليه وسلم لا بظهورها بواسطة القرآن لكن ذلك حيث كان مبنيا على عدم اشتماله في زعمهم على الخوارق نيط ظهورها به مبالغة في شأن اشتماله عليها وأنه حقيق بأن يكون مصدرا لكل خارق وإبانة لركاكة رأيهم في شأنه الرفيع كأن قيل : لو أن ظهور أمثال ما اقترحوه من مقتضيات الحكمة لكان مظهرها هذا القرآن الذي لم يعدوه آية وفيه من تفخيم شأنه العزيز ووصفهم بركاكة العقل لا يخفى كذا حققه بعض الأجلة وهو من الحسن بمكان وعلى الثاني لو أن قرآنا فعلت به هذه الأفاعيل العجيبة لما آمنوا به كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى الآية والكلام على ما استظهره
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب على التقديرين حقيقة على سبيل الفرض كقوله : .
ولو طار ذو حافر قبلها لطارت ولكنه لم يطر
وجعله على الأول تمثيلا كالآية المذكورة هناك على ما قال لا وجه له وتمثيل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بها لبيان أن القرآن يقتضي غاية الخشية وصنيع كثير من المحققين ظاهر في ترجيح التقدير الأول وفي الكشف لو تأملت في هذه السورة الكريمة حق التأمل وجدت بناء الكلام فيها على حقية الكتاب المجيد واشتماله على ما فيه صلاح الدارين وإن السعيد كل السعيد من تمسك بحبله والشقي كل الشقي من أعرض عنه إلى هواه حيث قال تعالى أولا :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق ثم تعجب من إنكارهم ذلك بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية ثم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14له دعوة الحق فأثبت حقيته بالحجة ثم قال جل وعلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أنزل من السماء ماء وهو مثل للحق الذي هو القرآن ومن انتفع به على ما فسره المحققون ثم صرح تعالى بنتيجة ذلك كله بالبرهان النير في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ثم أعاد جل شأنه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27ويقول الذين كفروا دلالة على إنكارهم أول ما أتاهم وبعد رصانة علمهم بحقيته فهم متمادون في الإنكار ثم كر إلى بيان الحقية فيما نحن فيه وبالغ المبالغة التي ليس بعدها سواء جعل داخلا في حيز القول أو جعل ابتداء كلام منه تعالى تذييلا وهو الأبلغ ليكون مقصودا بذاته في الإفادة المذكورة مؤكدا لمجموع ما دل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30كذلك أرسلناك من تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام وما أنزل عليه وشدة إنكارهم وتصميمهم علاوة في أن لم يبق إلا التوكل والصبر على مجاهدتكم إذ لا وراء هذا القرآن حتى أجيء به لتسلموا ثم فخمه ونعى عليهم مكابرتهم بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=37وكذلك أنزلناه حكما عربيا وأيد حقية الكتاب فيمن أنزل عليه في خاتمة السورة بقوله جل وعلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43كفى بالله إلى قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43علم الكتاب تنبيها على أنه مع ظهور أمره في إفادة الحقائق العرفانية والخلائق الإيمانية لا يعلم حقيقة ما فيه إلا من تفرد به وبإنزاله تبارك وتعالى . اهـ . وفي سبب النزول وستعلمه قريبا إن شاء الله تعالى ما يؤيد الثاني والظاهر على حقه وأشرنا إليه أولا أن الآية على الأول متعلقة بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية وهي على الثاني متعلقة بقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وهم يكفرون بالرحمن بيانا لتصميمهم في كفرهم وإنكارهم الآيات ومن أتى بها لا بذلك لبعد المرمى
[ ص: 156 ] من غير ضرورة وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بل لله الأمر جميعا أي له الأمر الذي يدور عليه فلك الأكوان وجودا وعدما يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد حسبما تقتضيه الحكم البالغة قيل : إضراب عما تقتضيه الشرطية من معنى النفي لا بحسب منطوقه بل باعتبار موجبه ومؤداه أي لو أن قرآنا فعل به ما ذكر لكان ذلك هذا القرآن ولكن لم يفعل سبحانه بل فعل ما عليه الشأن الآن لأن الأمر كله له وحده فالإضراب ليس بمتوجه إلى كون الأمر لله تعالى بل إلى ما لا يؤدي إليه ذلك من كون الشأن على ما كان لما تقتضيه الحكمة وقيل : إن حاصل الإضراب لا يكون تسيير الجبال مع ما ذكر بقرآن بل يكون بغيره مما أراده الله تعالى فإن الأمر له سبحانه جميعا وزعم بعضهم أن الأحسن العطف على مقدر أي ليس لك من الأمر شيء بل الأمر لله جميعا ومعنى قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أفلم ييأس الذين آمنوا أفلم يعلموا وهي كما قال
القاسم بن معن لغة
هوازن وقال
ابن الكلبي : هي لغة حي من
النخع وأنشدوا على ذلك قول
سحيم بن وثيل الرباحي : .
أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
وقول
رباح بن عدي : .
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا
فإنكار
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ذلك وزعمه أنه لم يسمع أحد من
العرب يقول يئست بمعنى علمت ليس في محله ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والظاهر أن استعمال اليأس في ذلك حقيقة وقيل : مجاز لأنه متضمن للعلم فإن الآيس عن الشيء عالم بأنه لا يكون واعترض بأن اليأس حينئذ يقتضي حصول العلم بالعدم وهو مستعمل في العلم بالوجود وأجيب بأنه لما تضمن العلم بالعدم تضمن مطلق العلم فاستعمل فيه ويشهد لإرادة العلم هنا قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة وابن أبي مليكة والجحدري وأبي يزيد المدني وجماعة ( أفلم يتبين ) من تبينت كذا إذا علمته وهي قراءة مسندة إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليست مخالفة للسواد إذ كتبوا ييئس بغير صورة الهمزة وأما قول من قال : إنما كتبه الكاتب وهو ناعس فسوى أسنان السين فهو قول
زنديق ابن ملحد على ما في البحر وعليه فرواية ذلك كما في الدر المنثور عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما غير صحيحة وزعم بعضهم أنها قراءة تفسير وليس بذاك والفاء للعطف على مقدر أي أغفلوا عن كون الأمر جميعه لله تعالى فلم يعلموا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أن لو يشاء الله بتخفيف ( أن ) وجعل اسمها ضمير الشأن والجملة الامتناعية خبرها وأن وما بعدها ساد مسد مفعولي العلم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31لهدى الناس جميعا أي بإظهار أمثال تلك الآثار العظيمة والإنكار على هذا متوجه إلى المعطوفين جميعا أو أعلموا كون الأمر جميعا لله تعالى فلم يعلموا ما يوجبه ذلك العلم مما ذكر وحينئذ هو متوجه إلى ترتب المعطوف على المعطوف عليه أي تخلف العلم الثاني عن العلم الأول وأيا ما كان فالإنكار إنكار الوقوع لا الواقع ومناط الإنكار ليس عدم علمهم بمضمون الشرطية فقط بل عدم علمهم بعدم تحقق مقدمها كأنه قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=34092ألم يعلموا أن الله تعالى لو شاء هدايتهم لهداهم وأنه سبحانه لم يشأ ذلك وذلك لما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الكفار
[ ص: 157 ] لما سألوا الآيات ود المؤمنون أن يظهرها الله تعالى ليجتمعوا على الإيمان هذا على التقدير الأول وأما على التقدير الثاني فالإضراب متوجه إلى ما سلف من اقتراحهم مع كونهم في العناد على ما شرح والمعنى فليس لهم ذلك بل لله تعالى الأمر إن شاء أتى بما اقترحوا وإن شاء سبحانه لم يأت به حسبما تستدعيه حكمته الباهرة من غير أن يكون لأحد عليه جل جلاله حكم أو اقتراح واليأس بمعنى القنوط كما هو الشائع في معناه أي ألم يعلم الذين آمنوا حالهم هذه فلم يقنطوا من إيمانهم حتى ودوا ظهور مقترحاتهم فالإنكار متوجه إلى المعطوفين أو أعلموا ذلك فلم يقنطوا من إيمانهم فهو متوجه إلى وقوع المعطوف بعد المعطوف عليه أي إلى تخلف القنوط عن العلم المذكور والإنكار على هذين التقديرين إنكار الواقع لا الوقوع فإن عدم قنوطهم من ذلك مما لا مرد له وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أن لو يشاء الله إلى آخره مفعول به لعلما محذوف وقع مفعولا له أي أفلم ييأسوا من إيمان الكفار علما منهم بأنه لو يشاء الله لهدى الناس جميعا وأنه لم يشأ ذلك وقد يجعل العلم في موضع الحال أي عالمين بذلك ولم يعتبر التضمين لبعده ويجوز أن يكون متعلقا بآمنوا بتقدير الباء أي أفلم يقنط الذين آمنوا وصدقوا بأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا على معنى أفلم ييأس من إيمان هؤلاء الكفرة المؤمنون بمضمون هذه الشرطية وبعدم تحققها المنفهم من مكابرتهم حسبما يحكيه كلمة ( لو ) فالوصف المذكور من دواعي إنكار يأسهم وبما أشرنا إليه ينحل ما قيل : من أن تعلق الإيمان بمضمون الشرطية وتخصيصه بالذكر يقتضي أن لذلك دخلا في اليأس من الإيمان مع أن الأمر بالعكس لأن قدرة الله تعالى على هداية جميع الناس يقتضي رجاء إيمانهم لا اليأس منه وذلك لاعتبار العلم بعدم تحقق المضمون أيضا .
وقال بعضهم في الجواب عن ذلك : إن وجه تخصيص الإيمان بذلك أن إيمان هؤلاء الكفرة المصممين كأنه محال متعلق بما لا يكون لتوقفه على مشيئة الله تعالى هداية جميع الناس وذلك ما لا يكون بالاتفاق وهو في معنى ما أشير إليه وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان احتمالا آخر في الآية وهو أن الكلام قد تم عند قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أفلم ييأس الذين آمنوا وهو تقرير أي قد يئس المؤمنون من إيمان هؤلاء المعاندين و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أن لو يشاء .. إلخ جواب قسم محذوف أي أقسم لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ويدل على إضمار القسم وجود أن مع لو كقوله : .
أما والله أن لو كنت حرا وما بالحر أنت ولا العتيق
وقوله : .
فأقسم أن لو التقينا وأنتم لكان لنا يوم من الشر مظلم
وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن أن تأتي بعد القسم وجعلها ابن عصفور رابطة للقسم بالجملة المقسم عليها . انتهى . وفيه من التكلف ما لا يخفى ومن الناس من جعل الإضراب مطلقا عما تضمنه ( لو ) من معنى النفي على معنى بل الله تعالى قادر على الإتيان بما اقترحوا إلا أن أرادته لم تتعلق بذلك لعلمه سبحانه بأنه لا تلين له شكيمتهم ولا يخفى أنه ظاهر على التقدير الثاني وأما على التقدير الأول فقد قيل : إن إرادة
nindex.php?page=treesubj&link=28890تعظيم شأن القرآن لا تنافي الرد على المقترحين وأيد جانب الرد بما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104894قالت قريش لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إن كنت نبيا كما تزعم فباعد جبلي مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة فإنها ضيقة حتى نزرع فيها ونرعى وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته فنزلت هذه الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنهم قالوا : سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الأرض أخرج
[ ص: 158 ] به موتانا فنزلت وعلى هذا لا حاجة إلى الاعتذار في إسناد الأفاعيل المذكورة إلى القرآن كما احتيج إليه فيما تقدم وعلى خبر
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي يراد من تقطيع الأرض قطعها بالسير ويشهد للتفسير بما قدمنا أولا ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الدلائل وغيره من حديث
الزبير بن العوام أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=939503لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين صاح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على أبي قبيس يا آل عبد مناف إني نذير فجاءته عليه الصلاة والسلام قريش فحذرهم وأنذرهم فقالوا تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان سخر له الريح والجبال وإن موسى سخر له البحر وإن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله تعالى أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذ محارث فنزرع ونأكل وإلا فادع الله تعالى أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله تعالى أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم ، الخبر . وفيه : فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون إلى تمام ثلاث آيات ونزلت nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولو أن قرآنا الآية هذا .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء أن جواب ( لو ) مقدم وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وهم يكفرون بالرحمن وما بينهما اعتراض وهو مبني كما قيل على جواز تقديم جواب الشرط عليه ومن النحويين من يراه ولا يخفى أن في اللفظ نبوة عن ذلك لكون تلك الجملة اسمية مقترنة بالواو ولذا أشار
nindex.php?page=showalam&ids=14529السمين إلى أن مراده أن تلك الجملة دليل الجواب والتقدير ولو أن قرآنا فعل به كذا وكذا لكفروا بالرحمن وأنت تعلم أنه لا فرق بين هذا وتقدير لما آمنوا في المعنى وجوز جعل لو وصلية ولا جواب لها والجملة حالية أو معطوفة على مقدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31ولا يزال الذين كفروا من أهل
مكة على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31تصيبهم بما صنعوا أي بسبب ما صنعوه من الكفر والتمادي فيه وإبهامه إما لقصد تهويله أو استهجانه وهو تصريح بما أشعر به بناء الحكم على الموصول من علية الصلة له مع ما في صيغة الصنع من الإيذان برسوخهم في ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31قارعة من القرع وأصله ضرب شيء بشيء بقوة ومنه قوله : .
ولما قرعنا النبع بالنبع بعضه ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
والمراد بها الرزية التي تقرع قلب صاحبها وهي هنا ما كان يصيبهم من أنواع البلايا والمصائب من القتل والأسر والنهب والسلب وتقديم المجرور على الفاعل لما مر غير مرة من إرادة التفسير إثر الإبهام لزيادة التقرير والإحكام مع ما فيه من بيان أن مدار الإصابة من جهتهم أثر ذي أثير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو تحل تلك القارعة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31قريبا مكانا قريبا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31من دارهم فيفزعون منها ويتطاير إليهم شررها شبه القارعة بالعدو المتوجه إليهم فأسند إليها الإصابة تارة والحلول أخرى ففيه استعارة بالكناية وتخييل وترشيح
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حتى يأتي وعد الله أي موتهم أو القيامة فإن كلا منهما وعد محتوم لا مرد له وفيه دلالة على أن ما يصيبهم حينئذ من العذاب أشد ثم حقق ذلك بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31إن الله لا يخلف الميعاد . (31) . أي الوعد كالميلاد والميثاق بمعنى الولادة والتوثقة ولعل المراد به ما يندرج تحته الوعد الذي نسب إليه الإتيان لا هو فقط قال
القاضي : وهذه الآية تدل على بطلان من يجوز الخلف على الله تعالى في ميعاده وهي وإن كانت واردة في حق الكفار إلا أن العبرة بعموم
[ ص: 159 ] اللفظ لا بخصوص السبب وعمومه يتناول كل وعيد ورد في حق الفساق وأجاب الإمام بأن الخلف غير وتخصيص العمول غير ونحن لا نقول بالخلف ولكنا نخصص عمومات الوعيد بالآيات الدالة على العفو وأنت تعلم أن المشهور في الجواب أن آيات الوعد مطلقة وآيات الوعيد وإن وردت مطلقة لكنها مقيدة حذف قيدها لمزيد التخويف ومنشأ الأمرين عظم الرحمة ونهاية الكرم والفرق بين الوعد والوعيد أظهر من أن يذكر نعم قد يطلق الوعد على ما هو وعيد في نفس الأمر لنكتة وليتأمل فيما هنا على الوجه الذي تقرر .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المراد بالقارعة السرايا التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثها كانوا بين غارة واختطاف وتخويف بالهجوم عليهم في دارهم فالإصابة والحلول حينئذ من أحوالهم وجوز على هذا أن يكون قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أو تحل خطابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرادا به حلول
الحديبية والمراد بوعد الله تعالى ما وعد به من فتح
مكة وعزا ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية إلى أن المراد بالذين كفروا كفار
قريش والعرب وفسر القارعة بما ينزل بهم من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وابن السائب أن المراد بهم الكفار مطلقا قالا : وذلك الأمر مستمر فيهم إلى يوم القيامة ولا يتأتى على هذا أن يراد بالقارعة سرايا رسول الله عليه الصلاة والسلام فيراد بها حينئذ ما ذكر أولا وأنت تعلم أنه إذا أريد جنس الكفرة لا يلزم منه حلول ما تقدم بجميعهم وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ( أو يحل ) بالياء على الغيبة وخرج ذلك على أن يكون الضمير عائدا على الرسول عليه الصلاة والسلام وقرآ أيضا ( من ديارهم ) على
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_30347_30454_30525_30532_30549_31757_33678_34092_34199_34225_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا أَيْ قُرْآنًا مَا وَالْمُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ وَهُوَ اسْمُ أَنَّ وَالْخَبَرُ قَوْلُهُ تَعَالَى شَأْنُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ وَجَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ لِانْسِيَاقِ الْكَلَامِ إِلَيْهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : .
فَأُقْسِمُ لَوْ شَيْءٌ أَتَانَا رَسُولَهُ سِوَاكَ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعًا
وَالْمَقْصُودُ إِمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28890بَيَانُ عِظَمِ شَأْنِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَفَسَادِ رَأْيِ الْكَفَرَةِ حَيْثُ لَمْ يُقَدِّرُوا قَدْرَهُ وَلَمْ يَعُدُّوهُ مِنْ قَبِيلِ الْآيَاتِ وَاقْتَرَحُوا غَيْرَهُ وَإِمَّا بَيَانُ غُلُوِّهِمْ فِي الْمُكَابَرَةِ وَالْعِنَادِ وَتَمَادِيهِمْ فِي الضَّلَالَةِ وَالْفَسَادِ وَالْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ لَوْ أَنَّ كِتَابًا سُيِّرَتْ بِإِنْزَالِهِ أَوْ بِتِلَاوَتِهِ الْجِبَالُ وَزُعْزِعَتْ عَنْ مَقَارِّهَا كَمَا فُعِلَ ذَلِكَ
بِالطَّوْرِ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَيْ شُقِّقَتْ وَجُعِلَتْ أَنْهَارًا وَعُيُونًا كَمَا فُعِلَ بِالْحَجَرِ حِينَ ضَرَبَهُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعَصَاهُ أَوْ جُعِلَتْ قِطَعًا مُتَصَدِّعَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى أَيْ كَلَّمَ أَحَدٌ بِهِ الْمَوْتَى بِأَنْ أَحْيَاهُمْ بِقِرَاءَتِهِ فَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ بَعْدُ وَذَلِكَ كَمَا وَقَعَ الْإِحْيَاءُ
لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَكَانَ ذَلِكَ هَذَا الْقُرْآنَ لِكَوْنِهِ الْغَايَةَ الْقُصْوَى فِي الِانْطِوَاءِ عَلَى عَجَائِبِ آثَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَهَيْبَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ قَالَهُ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ وَقِيلَ : فِي التَّعْلِيلِ لِكَوْنِهِ الْغَايَةَ فِي الْإِعْجَازِ وَالنِّهَايَةَ فِي التَّذْكِيرِ وَالْإِنْذَارِ .
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا مَدْخَلَ لِلْإِعْجَازِ فِي هَذِهِ الْآثَارِ وَالتَّذْكِيرُ وَالْإِنْذَارُ مُخْتَصَّانِ بِالْعُقَلَاءِ مَعَ أَنَّهُ لَا عِلَاقَةَ لِذَلِكَ بِتَكْلِيمِ الْمَوْتَى وَاعْتِبَارُ فَيْضِ الْعُقُولِ إِلَيْهَا مُخِلٌّ بِالْمُبَالَغَةِ الْمَقْصُودَةِ وَبُحِثَ فِيهِ بِأَنَّ مَا ذُكِرَ أَوَّلًا مِنْ مَزِيدِ الِانْطِوَاءِ عَلَى عَجَائِبِ آثَارِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَمْرٌ يَرْجِعُ إِلَى الْهَيْبَةِ وَهِيَ أَيْضًا مِمَّا لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا تَكْلِيمُ الْمَوْتَى بَلْ لَعَلَّهَا مَانِعَةٌ مِنْ
[ ص: 155 ] ذَلِكَ لِأَنَّهَا حَيْثُ اقْتَضَتْ تَزَعْزُعَ الْجِبَالِ وَتَقَطُّعَ الْأَرْضِ فَلَأَنْ تَقْتَضِي مَوْتَ الْأَحْيَاءِ دُونَ إِحْيَاءِ الْأَمْوَاتِ الَّذِي يَكُونُ التَّكْلِيمُ بَعْدَهُ مِنْ بَابِ أَوْلَى وَفِيهِ نَظَرٌ وَالْبَاءُ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ لِلسَّبَبِيَّةِ وَجُوِّزَ فِي الثَّالِثِ مِنْهَا أَنْ تَكُونَ صِلَةَ مَا عِنْدَهَا وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورِ فِيهَا عَلَى الْمَرْفُوعِ لِقَصْدِ الْإِبْهَامِ ثُمَّ التَّفْسِيرُ لِزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ عَلَى مَا مَرَّ غَيْرَ مَرَّةٍ .
وَ ( أَوْ ) فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِمَنْعِ الْخُلُوِّ لَا الْجَمْعِ وَالتَّذْكِيرُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31كُلِّمَ لِتَغْلِيبِ الْمُذَكَّرِ مِنَ الْمَوْتَى عَلَى غَيْرِهِ وَاقْتِرَاحِهِمْ وَإِنْ كَانَ مُتَعَلِّقًا بِمُجَرَّدِ ظُهُورِ مِثْلِ هَذِهِ الْأَفَاعِيلِ الْعَجِيبَةِ عَلَى يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بِظُهُورِهَا بِوَاسِطَةِ الْقُرْآنِ لَكِنَّ ذَلِكَ حَيْثُ كَانَ مَبْنِيًّا عَلَى عَدَمِ اشْتِمَالِهِ فِي زَعْمِهِمْ عَلَى الْخَوَارِقِ نِيطَ ظُهُورُهَا بِهِ مُبَالَغَةً فِي شَأْنِ اشْتِمَالِهِ عَلَيْهَا وَأَنَّهُ حَقِيقٌ بِأَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا لِكُلِّ خَارِقٍ وَإِبَانَةً لِرَكَاكَةِ رَأْيِهِمْ فِي شَأْنِهِ الرَّفِيعِ كَأَنَّ قِيلَ : لَوْ أَنَّ ظُهُورَ أَمْثَالِ مَا اقْتَرَحُوهُ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ الْحِكْمَةِ لَكَانَ مَظْهَرُهَا هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي لَمْ يَعُدُّوهُ آيَةً وَفِيهِ مِنْ تَفْخِيمِ شَأْنِهِ الْعَزِيزِ وَوَصْفُهُمْ بِرَكَاكَةِ الْعَقْلِ لَا يَخْفَى كَذَا حَقَّقَهُ بَعْضُ الْأَجِلَّةِ وَهُوَ مِنَ الْحُسْنِ بِمَكَانٍ وَعَلَى الثَّانِي لَوْ أَنَّ قُرْآنًا فُعِلَتْ بِهِ هَذِهِ الْأَفَاعِيلُ الْعَجِيبَةُ لَمَا آمَنُوا بِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=111وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى الْآيَةَ وَالْكَلَامُ عَلَى مَا اسْتَظْهَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ حَقِيقَةٌ عَلَى سَبِيلِ الْفَرْضِ كَقَوْلِهِ : .
وَلَوْ طَارَ ذُو حَافِرٍ قَبْلَهَا لَطَارَتْ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَطْرِ
وَجَعَلَهُ عَلَى الْأَوَّلِ تَمْثِيلًا كَالْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ هُنَاكَ عَلَى مَا قَالَ لَا وَجْهَ لَهُ وَتَمْثِيلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ بِهَا لِبَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ يَقْتَضِي غَايَةَ الْخَشْيَةِ وَصَنِيعُ كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ ظَاهِرٌ فِي تَرْجِيحِ التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ وَفِي الْكَشْفِ لَوْ تَأَمَّلْتَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ حَقَّ التَّأَمُّلِ وَجَدْتَ بِنَاءَ الْكَلَامِ فِيهَا عَلَى حَقِّيَّةِ الْكِتَابِ الْمَجِيدِ وَاشْتِمَالِهِ عَلَى مَا فِيهِ صَلَاحُ الدَّارَيْنِ وَإِنَّ السَّعِيدَ كُلَّ السَّعِيدِ مَنْ تَمَسَّكَ بِحَبْلِهِ وَالشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ إِلَى هَوَاهُ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى أَوَّلًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ثُمَّ تَعَجَّبَ مِنْ إِنْكَارِهِمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ فَأَثْبَتَ حَقِّيَّتَهُ بِالْحُجَّةِ ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَعَلَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وَهُوَ مَثَلٌ لِلْحَقِّ الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ وَمَنِ انْتَفَعَ بِهِ عَلَى مَا فَسَّرَهُ الْمُحَقِّقُونَ ثُمَّ صَرَّحَ تَعَالَى بِنَتِيجَةِ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْبُرْهَانِ النَّيِّرِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ثُمَّ أَعَادَ جَلَّ شَأْنُهُ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا دَلَالَةً عَلَى إِنْكَارِهِمْ أَوَّلَ مَا أَتَاهُمْ وَبَعْدَ رَصَانَةِ عِلْمِهِمْ بِحَقِّيَّتِهِ فَهُمْ مُتَمَادُونَ فِي الْإِنْكَارِ ثُمَّ كَرَّ إِلَى بَيَانِ الْحَقِّيَّةِ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ وَبَالَغَ الْمُبَالَغَةَ الَّتِي لَيْسَ بَعْدَهَا سَوَاءً جُعِلَ دَاخِلًا فِي حَيِّزِ الْقَوْلِ أَوْ جُعِلَ ابْتِدَاءَ كَلَامٍ مِنْهُ تَعَالَى تَذْيِيلًا وَهُوَ الْأَبْلَغُ لِيَكُونَ مَقْصُودًا بِذَاتِهِ فِي الْإِفَادَةِ الْمَذْكُورَةِ مُؤَكِّدًا لِمَجْمُوعِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ مِنْ تَعْظِيمِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَشِدَّةُ إِنْكَارِهِمْ وَتَصْمِيمِهِمْ عِلَاوَةً فِي أَنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا التَّوَكُّلُ وَالصَّبْرُ عَلَى مُجَاهَدَتِكُمْ إِذْ لَا وَرَاءَ هَذَا الْقُرْآنِ حَتَّى أَجِيءَ بِهِ لِتُسْلِمُوا ثُمَّ فَخَّمَهُ وَنَعَى عَلَيْهِمْ مُكَابَرَتَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=37وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَأَيَّدَ حَقِّيَّةَ الْكِتَابِ فِيمَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِي خَاتِمَةِ السُّورَةِ بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43كَفَى بِاللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43عِلْمُ الْكِتَابِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ مَعَ ظُهُورِ أَمْرِهِ فِي إِفَادَةِ الْحَقَائِقِ الْعِرْفَانِيَّةِ وَالْخَلَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ لَا يُعْلَمُ حَقِيقَةُ مَا فِيهِ إِلَّا مِنْ تَفَرَّدَ بِهِ وَبِإِنْزَالِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . اهَـ . وَفِي سَبَبِ النُّزُولِ وَسَتَعْلَمُهُ قَرِيبًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَا يُؤَيِّدُ الثَّانِي وَالظَّاهِرُ عَلَى حَقِّهِ وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ أَوَّلًا أَنَّ الْآيَةَ عَلَى الْأَوَّلِ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ وَهِيَ عَلَى الثَّانِي مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ بَيَانًا لِتَصْمِيمِهِمْ فِي كُفْرِهِمْ وَإِنْكَارِهِمُ الْآيَاتِ وَمَنْ أَتَى بِهَا لَا بِذَلِكَ لِبُعْدِ الْمَرْمَى
[ ص: 156 ] مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَيْ لَهُ الْأَمْرُ الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهِ فَلَكُ الْأَكْوَانِ وُجُودًا وَعَدَمًا يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكَمُ الْبَالِغَةُ قِيلَ : إِضْرَابٌ عَمَّا تَقْتَضِيهِ الشَّرْطِيَّةُ مِنْ مَعْنَى النَّفْيِ لَا بِحَسَبِ مَنْطُوقِهِ بَلْ بِاعْتِبَارِ مُوجِبِهِ وَمُؤَدَّاهُ أَيْ لَوْ أَنَّ قُرْآنًا فُعِلَ بِهِ مَا ذُكِرَ لَكَانَ ذَلِكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَلَكِنْ لَمْ يَفْعَلْ سُبْحَانَهُ بَلْ فَعَلَ مَا عَلَيْهِ الشَّأْنُ الْآنَ لِأَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لَهُ وَحْدَهُ فَالْإِضْرَابُ لَيْسَ بِمُتَوَجِّهٍ إِلَى كَوْنِ الْأَمْرِ لِلَّهِ تَعَالَى بَلْ إِلَى مَا لَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ ذَلِكَ مِنْ كَوْنِ الشَّأْنِ عَلَى مَا كَانَ لِمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ وَقِيلَ : إِنَّ حَاصِلَ الْإِضْرَابِ لَا يَكُونُ تَسْيِيرَ الْجِبَالِ مَعَ مَا ذُكِرَ بِقُرْآنٍ بَلْ يَكُونُ بِغَيْرِهِ مِمَّا أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَإِنَّ الْأَمْرَ لَهُ سُبْحَانَهُ جَمِيعًا وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْأَحْسَنَ الْعَطْفُ عَلَى مُقَدَّرٍ أَيْ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ بَلِ الْأَمْرُ لِلَّهِ جَمِيعًا وَمَعْنَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَفَلَمْ يَعْلَمُوا وَهِيَ كَمَا قَالَ
الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ لُغَةُ
هَوَازِنَ وَقَالَ
ابْنُ الْكَلْبِيِّ : هِيَ لُغَةُ حَيٍّ مِنَ
النَّخَعِ وَأَنْشَدُوا عَلَى ذَلِكَ قَوْلَ
سُحَيْمِ بْنِ وُثَيْلٍ الرَّبَاحِيِّ : .
أَقُولُ لَهُمْ بِالشِّعْبِ إِذْ يَأْسِرُونَنِي أَلَمْ تَيْأَسُوا أَنِّي ابْنُ فَارِسٍ زَهْدَمِ
وَقَوْلَ
رَبَاحِ بْنِ عَدِيٍّ : .
أَلَمْ يَيْأَسِ الْأَقْوَامُ أَنِّي أَنَا ابْنُهُ وَإِنْ كُنْتُ عَنْ أَرْضِ الْعَشِيرَةَ نَائِيَا
فَإِنْكَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ ذَلِكَ وَزَعْمُهُ أَنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ
الْعَرَبِ يَقُولُ يَئِسْتُ بِمَعْنَى عَلِمْتُ لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ وَالظَّاهِرُ أَنَّ اسْتِعْمَالَ الْيَأْسِ فِي ذَلِكَ حَقِيقَةٌ وَقِيلَ : مَجَازٌ لِأَنَّهُ مُتَضَمِّنٌ لِلْعِلْمِ فَإِنَّ الْآيِسَ عَنِ الشَّيْءِ عَالِمٌ بِأَنَّهُ لَا يَكُونُ وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ الْيَأْسَ حِينَئِذٍ يَقْتَضِي حُصُولَ الْعِلْمِ بِالْعَدَمِ وَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْعِلْمِ بِالْوُجُودِ وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ لَمَّا تَضَمَّنَ الْعِلْمَ بِالْعَدَمِ تَضَمَّنَ مُطْلَقَ الْعِلْمِ فَاسْتُعْمِلَ فِيهِ وَيَشْهَدُ لِإِرَادَةِ الْعِلْمِ هُنَا قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَالْجَحْدَرَيِّ وَأَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ وَجَمَاعَةٍ ( أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ ) مِنْ تَبَيَّنْتُ كَذَا إِذَا عَلِمْتُهُ وَهِيَ قِرَاءَةٌ مُسْنَدَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَتْ مُخَالَفَةً لِلسَّوَادِ إِذْ كَتَبُوا يَيْئَسُ بِغَيْرِ صُورَةِ الْهَمْزَةِ وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : إِنَّمَا كَتَبَهُ الْكَاتِبُ وَهُوَ نَاعِسٌ فَسَوَّى أَسْنَانَ السِّينِ فَهُوَ قَوْلُ
زِنْدِيقٍ ابْنِ مُلْحِدٍ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ وَعَلَيْهِ فَرِوَايَةُ ذَلِكَ كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا غَيْرُ صَحِيحَةٍ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا قِرَاءَةُ تَفْسِيرٍ وَلَيْسَ بِذَاكَ وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ أَيْ أَغْفَلُوا عَنْ كَوْنِ الْأَمْرِ جَمِيعِهِ لِلَّهِ تَعَالَى فَلَمْ يَعْلَمُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ بِتَخْفِيفِ ( أَنْ ) وَجَعْلِ اسْمِهَا ضَمِيرَ الشَّأْنِ وَالْجُمْلَةِ الِامْتِنَاعِيَّةِ خَبَرَهَا وَأَنْ وَمَا بَعْدَهَا سَادٌّ مَسَدَّ مَفْعُولَيِ الْعِلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا أَيْ بِإِظْهَارِ أَمْثَالِ تِلْكَ الْآثَارِ الْعَظِيمَةِ وَالْإِنْكَارُ عَلَى هَذَا مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْمَعْطُوفِينَ جَمِيعًا أَوْ أَعَلِمُوا كَوْنَ الْأَمْرِ جَمِيعًا لِلَّهِ تَعَالَى فَلَمْ يَعْلَمُوا مَا يُوجِبُهُ ذَلِكَ الْعِلْمُ مِمَّا ذُكِرَ وَحِينَئِذٍ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى تَرُتُّبِ الْمَعْطُوفِ عَلَى الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَيْ تَخَلُّفُ الْعِلْمِ الثَّانِي عَنِ الْعِلْمِ الْأَوَّلِ وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْإِنْكَارُ إِنْكَارُ الْوُقُوعِ لَا الْوَاقِعِ وَمَنَاطُ الْإِنْكَارِ لَيْسَ عَدَمَ عِلْمِهِمْ بِمَضْمُونِ الشَّرْطِيَّةِ فَقَطْ بَلْ عَدَمُ عِلْمِهِمْ بِعَدَمِ تَحَقُّقِ مُقَدَّمِهَا كَأَنَّهُ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=34092أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ شَاءَ هِدَايَتَهُمْ لَهَدَاهُمْ وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَشَأْ ذَلِكَ وَذَلِكَ لَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ الْكُفَّارَ
[ ص: 157 ] لَمَّا سَأَلُوا الْآيَاتِ وَدَّ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُظْهِرَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِيَجْتَمِعُوا عَلَى الْإِيمَانِ هَذَا عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ وَأَمَّا عَلَى التَّقْدِيرِ الثَّانِي فَالْإِضْرَابُ مُتَوَجِّهٌ إِلَى مَا سَلَفَ مِنَ اقْتِرَاحِهِمْ مَعَ كَوْنِهِمْ فِي الْعِنَادِ عَلَى مَا شُرِحَ وَالْمَعْنَى فَلَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ بَلِ لِلَّهِ تَعَالَى الْأَمْرُ إِنْ شَاءَ أَتَى بِمَا اقْتَرَحُوا وَإِنْ شَاءَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَأْتِ بِهِ حَسْبَمَا تَسْتَدْعِيهِ حِكْمَتُهُ الْبَاهِرَةُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ جَلَّ جَلَالُهُ حُكْمٌ أَوِ اقْتِرَاحٌ وَالْيَأْسُ بِمَعْنَى الْقُنُوطِ كَمَا هُوَ الشَّائِعُ فِي مَعْنَاهُ أَيْ أَلَمْ يَعْلَمِ الَّذِينَ آمَنُوا حَالَهُمْ هَذِهِ فَلَمْ يَقْنَطُوا مِنْ إِيمَانِهِمْ حَتَّى وَدُّوا ظُهُورَ مُقْتَرَحَاتِهِمْ فَالْإِنْكَارُ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْمَعْطُوفِينَ أَوْ أَعَلِمُوا ذَلِكَ فَلَمْ يَقْنَطُوا مِنْ إِيمَانِهِمْ فَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى وُقُوعِ الْمَعْطُوفِ بَعْدَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَيْ إِلَى تَخَلُّفِ الْقُنُوطِ عَنِ الْعِلْمِ الْمَذْكُورِ وَالْإِنْكَارُ عَلَى هَذَيْنِ التَّقْدِيرَيْنِ إِنْكَارُ الْوَاقِعِ لَا الْوُقُوعِ فَإِنَّ عَدَمَ قُنُوطِهِمْ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لَا مَرَدَّ لَهُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ إِلَى آخِرِهِ مَفْعُولٌ بِهِ لِعَلِمَا مَحْذُوفٍ وَقَعَ مَفْعُولًا لَهُ أَيْ أَفَلَمْ يَيْأَسُوا مِنْ إِيمَانِ الْكُفَّارِ عِلْمًا مِنْهُمْ بِأَنَّهُ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَأَنَّهُ لَمْ يَشَأْ ذَلِكَ وَقَدْ يُجْعَلُ الْعِلْمُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ أَيْ عَالِمِينَ بِذَلِكَ وَلَمْ يُعْتَبَرِ التَّضْمِينُ لِبُعْدِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِآمَنُوا بِتَقْدِيرِ الْبَاءِ أَيْ أَفَلَمْ يَقْنَطِ الَّذِينَ آمَنُوا وَصَدَّقُوا بِأَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا عَلَى مَعْنَى أَفَلَمْ يَيْأَسْ مِنْ إِيمَانِ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الْمُؤْمِنُونَ بِمَضْمُونِ هَذِهِ الشَّرْطِيَّةِ وَبِعَدَمِ تَحَقُّقِهَا الْمُنْفَهِمِ مِنْ مُكَابَرَتِهِمْ حَسْبَمَا يَحْكِيهِ كَلِمَةُ ( لَوْ ) فَالْوَصْفُ الْمَذْكُورُ مِنْ دَوَاعِي إِنْكَارِ يَأْسِهِمْ وَبِمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ يَنْحَلُّ مَا قِيلَ : مِنْ أَنَّ تَعَلُّقَ الْإِيمَانِ بِمَضْمُونِ الشَّرْطِيَّةِ وَتَخْصِيصَهُ بِالذِّكْرِ يَقْتَضِي أَنَّ لِذَلِكَ دَخْلًا فِي الْيَأْسِ مِنَ الْإِيمَانِ مَعَ أَنَّ الْأَمْرَ بِالْعَكْسِ لِأَنَّ قُدْرَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى هِدَايَةِ جَمِيعِ النَّاسِ يَقْتَضِي رَجَاءَ إِيمَانِهِمْ لَا الْيَأْسَ مِنْهُ وَذَلِكَ لِاعْتِبَارِ الْعِلْمِ بِعَدَمِ تَحَقُّقِ الْمَضْمُونِ أَيْضًا .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْجَوَابِ عَنْ ذَلِكَ : إِنَّ وَجْهَ تَخْصِيصِ الْإِيمَانِ بِذَلِكَ أَنَّ إِيمَانَ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الْمُصَمِّمِينَ كَأَنَّهُ مُحَالٌ مُتَعَلِّقٌ بِمَا لَا يَكُونُ لِتَوَقُّفِهِ عَلَى مَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى هِدَايَةَ جَمِيعِ النَّاسِ وَذَلِكَ مَا لَا يَكُونُ بِالِاتِّفَاقِ وَهُوَ فِي مَعْنَى مَا أُشِيرَ إِلَيْهِ وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ احْتِمَالًا آخَرَ فِي الْآيَةِ وَهُوَ أَنَّ الْكَلَامَ قَدْ تَمَّ عِنْدَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُوَ تَقْرِيرٌ أَيْ قَدْ يَئِسَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ إِيمَانِ هَؤُلَاءِ الْمُعَانِدِينَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَنْ لَوْ يَشَاءُ .. إِلَخْ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ أَيْ أُقْسِمُ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَيَدُلُّ عَلَى إِضْمَارِ الْقَسَمِ وُجُودُ أَنْ مَعَ لَوْ كَقَوْلِهِ : .
أَمَا وَاللَّهِ أَنْ لَوْ كُنْتُ حُرًّا وَمَا بِالْحُرِّ أَنْتَ وَلَا الْعَتِيقِ
وَقَوْلِهِ : .
فَأُقْسِمُ أَنْ لَوِ الْتَقَيْنَا وَأَنْتُمْ لَكَانَ لَنَا يَوْمٌ مِنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ
وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّ أَنْ تَأْتِي بَعْدَ الْقَسَمِ وَجَعَلَهَا ابْنُ عُصْفُورٍ رَابِطَةً لِلْقَسَمِ بِالْجُمْلَةِ الْمُقْسَمِ عَلَيْهَا . انْتَهَى . وَفِيهِ مِنَ التَّكَلُّفِ مَا لَا يَخْفَى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ جَعَلَ الْإِضْرَابَ مُطْلَقًا عَمَّا تَضَمَّنَهُ ( لَوْ ) مِنْ مَعْنَى النَّفْيِ عَلَى مَعْنَى بَلِ اللَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى الْإِتْيَانِ بِمَا اقْتَرَحُوا إِلَّا أَنَّ أَرَادَتَهُ لَمْ تَتَعَلَّقْ بِذَلِكَ لِعِلْمِهِ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ لَا تَلِينُ لَهُ شَكِيمَتُهُمْ وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ ظَاهِرٌ عَلَى التَّقْدِيرِ الثَّانِي وَأَمَّا عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ فَقَدْ قِيلَ : إِنَّ إِرَادَةَ
nindex.php?page=treesubj&link=28890تَعْظِيمِ شَأْنِ الْقُرْآنِ لَا تُنَافِي الرَّدَّ عَلَى الْمُقْتَرَحَيْنِ وَأُيِّدَ جَانِبُ الرَّدِّ بِمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104894قَالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا كَمَا تَزْعُمُ فَبَاعِدْ جَبَلَيْ مَكَّةَ أَخْشَبَيْهَا هَذَيْنِ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ أَوْ خَمْسَةٍ فَإِنَّهَا ضَيِّقَةٌ حَتَّى نَزْرَعَ فِيهَا وَنَرْعَى وَابْعَثْ لَنَا آبَاءَنَا مِنَ الْمَوْتَى حَتَّى يُكَلِّمُونَا وَيُخْبِرُونَا أَنَّكَ نَبِيٌّ أَوِ احْمِلْنَا إِلَى الشَّامِ أَوْ إِلَى الْيَمَنِ أَوْ إِلَى الْحِيرَةِ حَتَّى نَذْهَبَ وَنَجِيءَ فِي لَيْلَةٍ كَمَا زَعَمْتَ أَنَّكَ فَعَلْتَهُ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ قَالُوا : سَيِّرْ بِالْقُرْآنِ الْجِبَالَ قَطِّعْ بِالْقُرْآنِ الْأَرْضَ أَخْرِجْ
[ ص: 158 ] بِهِ مَوْتَانَا فَنَزَلَتْ وَعَلَى هَذَا لَا حَاجَةَ إِلَى الِاعْتِذَارِ فِي إِسْنَادِ الْأَفَاعِيلِ الْمَذْكُورَةِ إِلَى الْقُرْآنِ كَمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ فِيمَا تَقَدَّمَ وَعَلَى خَبَرِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ يُرَادُ مِنْ تَقْطِيعِ الْأَرْضِ قَطْعُهَا بِالسَّيْرِ وَيَشْهَدُ لِلتَّفْسِيرِ بِمَا قَدَّمْنَا أَوَّلًا مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=939503لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ صَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ يَا آلَ عَبْدَ مَنَافٍ إِنِّي نَذِيرٌ فَجَاءَتْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قُرَيْشٌ فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ فَقَالُوا تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالْجِبَالُ وَإِنَّ مُوسَى سُخِّرَ لَهُ الْبَحْرُ وَإِنَّ عِيسَى كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُسَيِّرَ عَنَّا هَذِهِ الْجِبَالَ وَيُفَجِّرَ لَنَا الْأَرْضَ أَنْهَارًا فَنَتَّخِذَ مَحَارِثَ فَنَزْرَعَ وَنَأْكُلَ وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُحْيِيَ لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمَهُمْ وَيُكَلِّمُونَا وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذَهَبًا فَنَنْحِتَ مِنْهَا وَتُغْنِيَنَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمُ ، الْخَبَرَ . وَفِيهِ : فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ إِلَى تَمَامِ ثَلَاثِ آيَاتٍ وَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا الْآيَةَ هَذَا .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ أَنَّ جَوَابَ ( لَوْ ) مُقَدَّمٌ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ وَهُوَ مَبْنِيٌّ كَمَا قِيلَ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ جَوَابِ الشَّرْطِ عَلَيْهِ وَمِنَ النَّحْوِيِّينَ مَنْ يَرَاهُ وَلَا يَخْفَى أَنَّ فِي اللَّفْظِ نَبْوَةً عَنْ ذَلِكَ لِكَوْنِ تِلْكَ الْجُمْلَةِ اسْمِيَّةً مُقْتَرِنَةً بِالْوَاوِ وَلِذَا أَشَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=14529السَّمِينُ إِلَى أَنَّ مُرَادَهُ أَنَّ تِلْكَ الْجُمْلَةَ دَلِيلُ الْجَوَابِ وَالتَّقْدِيرُ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا لَكَفَرُوا بِالرَّحْمَنِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ هَذَا وَتَقْدِيرِ لَمَا آمَنُوا فِي الْمَعْنَى وَجُوِّزَ جَعْلُ لَوْ وَصْلِيَّةً وَلَا جَوَابَ لَهَا وَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ أَوْ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مُقَدَّرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا أَيْ بِسَبَبِ مَا صَنَعُوهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالتَّمَادِي فِيهِ وَإِبْهَامُهُ إِمَّا لِقَصْدِ تَهْوِيلِهِ أَوِ اسْتِهْجَانِهِ وَهُوَ تَصْرِيحٌ بِمَا أَشْعَرَ بِهِ بِنَاءُ الْحُكْمِ عَلَى الْمَوْصُولِ مِنْ عِلْيَةِ الصِّلَةِ لَهُ مَعَ مَا فِي صِيغَةِ الصُّنْعِ مِنَ الْإِيذَانِ بِرُسُوخِهِمْ فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31قَارِعَةٌ مِنَ الْقَرْعِ وَأَصْلُهُ ضَرْبُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ بِقُوَّةٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ : .
وَلَمَّا قَرَعْنَا النَّبْعَ بِالنَّبْعِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ أَبَتَ عِيدَانُهُ أَنْ تُكَسَّرَا
وَالْمُرَادُ بِهَا الرَّزِيَّةُ الَّتِي تَقْرَعُ قَلْبَ صَاحِبِهَا وَهِيَ هُنَا مَا كَانَ يُصِيبُهُمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا وَالْمَصَائِبِ مِنَ الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ وَالنَّهْبِ وَالسَّلْبِ وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورِ عَلَى الْفَاعِلِ لِمَا مَرَّ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْ إِرَادَةِ التَّفْسِيرِ إِثْرَ الْإِبْهَامِ لِزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ وَالْإِحْكَامِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ بَيَانِ أَنَّ مَدَارَ الْإِصَابَةِ مِنْ جِهَتِهِمْ أَثَرُ ذِي أَثِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ تَحُلُّ تِلْكَ الْقَارِعَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31قَرِيبًا مَكَانًا قَرِيبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31مِنْ دَارِهِمْ فَيَفْزَعُونَ مِنْهَا وَيَتَطَايَرُ إِلَيْهِمْ شَرَرُهَا شَبَّهَ الْقَارِعَةَ بِالْعَدُوِّ الْمُتَوَجِّهِ إِلَيْهِمْ فَأَسْنَدَ إِلَيْهَا الْإِصَابَةَ تَارَةً وَالْحُلُولَ أُخْرَى فَفِيهِ اسْتِعَارَةٌ بِالْكِنَايَةِ وَتَخْيِيلٌ وَتَرْشِيحٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ أَيْ مَوْتُهُمْ أَوِ الْقِيَامَةُ فَإِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا وَعْدٌ مَحْتُومٌ لَا مَرَدَّ لَهُ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مَا يُصِيبُهُمْ حِينَئِذٍ مِنَ الْعَذَابِ أَشَدُّ ثُمَّ حَقَّقَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ . (31) . أَيِ الْوَعْدَ كَالْمِيلَادِ وَالْمِيثَاقِ بِمَعْنَى الْوِلَادَةِ وَالتَّوْثِقَةِ وَلَعَلَّ الْمُرَادَ بِهِ مَا يَنْدَرِجُ تَحْتَهُ الْوَعْدُ الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ الْإِتْيَانُ لَا هُوَ فَقَطْ قَالَ
الْقَاضِيَ : وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ مَنْ يُجَوِّزُ الْخُلْفَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي مِيعَادِهِ وَهِيَ وَإِنْ كَانَتْ وَارِدَةً فِي حَقِّ الْكُفَّارِ إِلَّا أَنَّ الْعِبْرَةَ بِعُمُومِ
[ ص: 159 ] اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ وَعُمُومُهُ يَتَنَاوَلُ كُلَّ وَعِيدٍ وَرَدَ فِي حَقِّ الْفُسَّاقِ وَأَجَابَ الْإِمَامُ بِأَنَّ الْخُلْفَ غَيْرُ وَتَخْصِيصَ الْعَمُولِ غَيْرُ وَنَحْنُ لَا نَقُولُ بِالْخُلْفِ وَلَكِنَّا نُخَصِّصُ عُمُومَاتِ الْوَعِيدِ بِالْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى الْعَفْوِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الْمَشْهُورَ فِي الْجَوَابِ أَنَّ آيَاتِ الْوَعْدِ مُطْلَقَةٌ وَآيَاتِ الْوَعِيدِ وَإِنْ وَرَدَتْ مُطْلَقَةً لَكِنَّهَا مُقَيَّدَةٌ حُذِفَ قَيْدُهَا لِمَزِيدِ التَّخْوِيفِ وَمَنْشَأُ الْأَمْرَيْنِ عِظَمُ الرَّحْمَةِ وَنِهَايَةُ الْكَرْمِ وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ نَعَمْ قَدْ يُطْلَقُ الْوَعْدُ عَلَى مَا هُوَ وَعِيدٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لِنُكْتَةٍ وَلْيُتَأَمَّلْ فِيمَا هُنَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي تَقَرَّرَ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقَارِعَةِ السَّرَايَا الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُهَا كَانُوا بَيْنَ غَارَةٍ وَاخْتِطَافٍ وَتَخْوِيفٍ بِالْهُجُومِ عَلَيْهِمْ فِي دَارِهِمْ فَالْإِصَابَةُ وَالْحُلُولُ حِينَئِذٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ وَجُوِّزَ عَلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=31أَوْ تَحُلُّ خِطَابًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَادًا بِهِ حُلُولَ
الْحُدَيْبِيَةِ وَالْمُرَادُ بِوَعْدِ اللَّهِ تَعَالَى مَا وَعَدَ بِهِ مِنْ فَتْحِ
مَكَّةَ وَعَزَا ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالَّذِينِ كَفَرُوا كُفَّارُ
قُرَيْشٍ وَالْعَرَبُ وَفَسَّرَ الْقَارِعَةَ بِمَا يَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَابْنِ السَّائِبِ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِمُ الْكُفَّارُ مُطْلَقًا قَالَا : وَذَلِكَ الْأَمْرُ مُسْتَمِرٌّ فِيهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا يَتَأَتَّى عَلَى هَذَا أَنْ يُرَادَ بِالْقَارِعَةِ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَيُرَادُ بِهَا حِينَئِذٍ مَا ذُكِرَ أَوَّلًا وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُرِيدَ جِنْسُ الْكَفَرَةِ لَا يَلْزَمُ مِنْهُ حُلُولُ مَا تَقَدَّمَ بِجَمِيعِهِمْ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنُ جُبَيْرٍ ( أَوْ يَحُلَّ ) بِالْيَاءِ عَلَى الْغَيْبَةِ وَخُرِّجَ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَرَآ أَيْضًا ( مِنْ دِيَارِهِمْ ) عَلَى