الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكذلك قوله: وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ؛ على معنى "واذكر داود وسليمان إذ يحكمان في الحرث"؛ إذ نفشت فيه غنم القوم ؛ "النفش"؛ بالليل؛ و"الهمل"؛ بالنهار.

                                                                                                                                                                                                                                        وجاء في التفسير أن غنما على عهد داود وسليمان مرت بحرث لقوم فأفسدته؛ وروي أن الحرث كان حنطة؛ وروي أنه كان كرما؛ فأفسدت ذلك الحرث فحكم داود بدفع الغنم إلى أصحاب الكرم؛ وحكم سليمان بأن يدفع الغنم إلى أصحاب الكرم فيأخذوا منافعها من ألبانها؛ وأصوافها؛ وعوارضها؛ إلى أن يعود الكرم كهيئته وقت أفسد؛ فإذا عاد الكرم إلى هيئته ردت الغنم إلى أربابها؛ ويدفع الكرم إلى صاحب الكرم.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : يجوز أن تكون عوارضها من أحد وجهين؛ إما أن يكون جمع "عريض"؛ و"عرضان"؛ وهو اسم للحمل؛ وأكثر ذلك في الجدي؛ ويجوز أن يكون بما يعرض من منافعها؛ حتى يعود الكرم كما كان؛ وهذا - والله أعلم - يدل على أن سليمان علم أن قيمة ما أفسدت الغنم من الكرم بمقدار نفع الغنم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية