الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان : أحمد بن محمد بن الحسن السمناني الحنفي الأشعري قال ابن الجوزي : وهذا من الغريب . تزوج قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني ابنته وولاه نيابة القضاء ، وكان ثقة نبيلا من ذوي الهيئات جاوز الثمانين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد العزيز بن أحمد بن علي بن سليمان أبو محمد الكتاني الحافظ الدمشقي سمع الكثير وكتب كثيرا وصنف فأجاد وأفاد ، وله في الفضائل أشياء كثيرة غريبة ، وبعض ما يرويه موضوع ، ولا ينبه عليه مع أنه كان ثقة ضابطا حافظا صدوقا مستقيم الطريقة والاعتقاد ، [ ص: 46 ] سلفي المذهب ، وقد كتب عنه الحافظ أبو بكر الخطيب . رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن جعفر أبو بكر العطار الأصبهاني الحافظ مستملي أبي نعيم ، سمع الكثير ، وكان يملي من حفظه ، وكتب عنه الخطيب حديثا واحدا ، وكان عظيما في بلده ثقة نبيلا جليلا ، وكانت وفاته في هذه السنة رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الماوردية ذكر ابن الجوزي أنها كانت عجوزا صالحة من أهل البصرة تعظ النساء بها ، وكانت تكتب وتقرأ ومكثت خمسين سنة من عمرها لا تفطر نهارا ولا تنام ليلا ، وتقتات بخبز الباقلاء ، وتأكل من التين اليابس لا الرطب ، وشيئا يسيرا من العنب والزيت ، وربما أكلت من اللحم اليسير ، وحين توفيت تبع أكثر أهل البلد جنازتها ، ودفنت في مقابر الصالحين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية