الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين

                                                                                                                                                                                                                                        .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 90 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( فتقطعوا أمرهم بينهم ) فتقطعوا أمر دينهم وجعلوه أديانا مختلفة ، أو فتفرقوا وتحزبوا و ( أمرهم ) منصوب بنزع الخافض أو التمييز ، والضمير لما دل عليه الأمة من أربابها أولها . ( زبرا ) قطعا جمع زبور الذي بمعنى الفرقة ويؤيده القراءة بفتح الباء فإنه جمع زبرة وهو حال من أمرهم أو من الواو ، أو مفعول ثان لتقطعوا فإنه متضمن معنى جعل . وقيل كتبا من زبرت الكتاب فيكون مفعولا ثانيا ، أو حالا من أمرهم على تقدير مثل كتب ، وقرئ بتخفيف الباء كرسل في «رسل » . ( كل حزب ) من المتحزبين . ( بما لديهم ) من الدين . ( فرحون ) معجبون معتقدون أنهم على الحق .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فذرهم في غمرتهم ) في جهالتهم شبهها بالماء الذي يغمر القامة لأنهم مغمورون فيها أو لاعبون بها ، وقرئ في «غمراتهم » . ( حتى حين ) إلى أن يقتلوا أو يموتوا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية