الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون

                                                                                                                                                                                                                                        ( إن الذين هم من خشية ربهم ) من خوف عذابه . ( مشفقون ) حذرون .

                                                                                                                                                                                                                                        ( والذين هم بآيات ربهم ) المنصوبة والمنزلة . ( يؤمنون ) بتصديق مدلولها .

                                                                                                                                                                                                                                        ( والذين هم بربهم لا يشركون ) شركا جليا ولا خفيا .

                                                                                                                                                                                                                                        ( والذين يؤتون ما آتوا ) يعطون ما أعطوه من الصدقات ، وقرئ «يأتون ما أتوا » أي يفعلون ما فعلوا من الطاعات . ( وقلوبهم وجلة ) خائفة أن لا يقبل منهم وأن لا يقع على الوجه اللائق فيؤاخذ به . ( أنهم إلى ربهم راجعون ) لأن مرجعهم إليه ، أو من أن مرجعهم إليه وهو يعلم ما يخفى عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( أولئك يسارعون في الخيرات ) يرغبون في الطاعات أشد الرغبة فيبادرونها ، أو يسارعون في نيل الخيرات الدنيوية الموعودة على صالح الأعمال بالمبادرة إليها كقوله تعالى : ( فآتاهم الله ثواب الدنيا ) فيكون إثباتا لهم ما نفي عن أضدادهم . ( وهم لها سابقون ) لأجلها فاعلون السبق أو سابقون الناس إلى الطاعة أو الثواب أو الجنة ، أو سابقونها أي ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا كقوله تعالى : ( هم لها عاملون ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية