الباب الخامس: في وآدابها وسننها وشروطها . فضل الجمعة
الباب الخامس في فضل الجمعة وآدابها وسننها وشروطها
- معنى يوم الجمعة
- فضيلة الجمعة
- فصل الاقتصار في الخطبة على ذكر خالص لله تعالى
- فصل كيفية الخطابة يوم الجمعة
- فصل تخفيف الخطبتين بقدر سورة من طوال المفصل
- فصل الكلام على الخطيب في حال خطبته
- شروط وجوب صلاة الجمعة
- فصل هل يجب على الزمن الجمعة
- فصل بيان فوائد أحاديث الباب المذكورة
- فوائد مهمة
- فوائد مهمة أخرى
- فصل من كان بعيدا عن الخطيب لا يسمع ما يقول
التالي
السابق
(الباب الخامس في فضل الجمعة وآدابها وسننها وشروطها)
اعلم أن من الاجتماع كالنجعة من الانتجاع ، وهو بسكون الميم أهل اللسان ، والقراء يضمونها ، وفي المصباح ضم الميم لغة الجمعة الحجاز ، وفتحها لغة تميم ، وإسكانها لغة عقيل . وقرأ بها ، والجمع جمع ، وجمعات كغرف ، وغرفات في وجوهها . انتهى إليها اليوم ، والصلاة ، ثم كثر انتمى الاستعمال حتى حذف منها المضاف ، وسمي اليوم بها لما جمع فيه من الخير ، وقيل : لأنه جمع فيه خلق الأعمش آدم - عليه السلام - ، وقيل : لاجتماعه فيها مع حواء عليهما السلام في الأرض ، كذا في شرح المنهاج ، وقال : القسطلاني : الجمعة بضم الميم إتباعا لضمة الجيم كعسر في عسر اسم من الاجتماع وجوز إسكانها مع الأصل للمفعول كهزأة ، وهي لغة تميم ، وقرأ بها ، عن المطوعي ، وفتحها بمعنى فاعل ؛ أي : اليوم الجامع ، فهو كهمزة ، ولم يقرأ بها ، واستشكل كونه أنث ، وهو صفة اليوم ، وأجيب بأن التاء ليست للتأنيث ؛ بل للمبالغة ، كما في رجل علامة ، أو هو صفة للساعة ، وحكي الكسر أيضا . أهـ . الأعمش
وقال العراقي في شرح التقريب : يوم الجمعة بضم الميم ، وإسكانها ، وفتحها ثلاث لغات الأولى أشهرهن ، وبها قرأ السبعة ، والإسكان قراءة ، وهو تخفيف من الضم ، وفتح الجيم حكاه في المحكم ، ووجهه بأنها التي تجمع الناس كثيرا ، كما قالوا : رجل ضحكة يكثر الضحك ، وحكاها الأعمش ، عن الواحدي الفراء ، والمشهور أن اجتماع الناس فيها ، وقيل : لأنه جمع فيه خلق سبب تسميتها جمعة آدم - عليه السلام - حكاه في المحكم ، عن الفراء أنه روي عن ، وذكر ابن عباس النووي في تهذيبه أنه جاء فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها سميت لذلك . قال : والذي يعني به الزين العراقي في شرح ، ولم أجد لهذا الحديث أصلا . أهـ . الترمذي
وقيل : لأن المخلوقات اجتمع خلقها ، وفرغ منها يوم الجمعة . حكاه في المشارق ، وقيل : لاجتماع آدم - عليه السلام - فيه مع حواء في الأرض . رواه في مستدركه من حديث [ ص: 213 ] الحاكم . قال : سلمان الفارسي ، ما يوم الجمعة ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : يا سلمان ، يوم الجمعة فيه جمع أبوكم ، وأمكم سلمان . وقيل : لأن قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا قريشا تجتمع فيه إلى قصر في دار الندوة . حكاه في المحكم ، عن ، فهذه خمسة أوجه في سبب تسميتها بذلك ، واختلفوا ثعلب ، فذهب إلى الأول هل كان في الجاهلية اسما له ، أو حدثت التسمية به في الإسلام ، وقال : إن أول من سماه بذلك ثعلب كعب بن لؤي ، وذهب غيره إلى الثاني . حكى هذا الخلاف في المحكم ، ابن سيده والسهيلي ، وله أسماء أخر منها : يوم العروبة كان اسمه في الجاهلية . قال أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب : معناه اليوم البين المعظم من أعرب إذا بين . أهـ .
وقال في ذيله على الغريبين : والأفصح أنه لا يدخلها الألف واللام قال : وكأنه ليس بعربي ، ومن أسمائه حربة ، حكاه أبو موسى المديني أبو جعفر النحاس ؛ أي : مرتفع عال كالحربة . قال : وقيل : من هذا اشتق المحراب ، ومن أسمائه يوم المزيد . رواه في الأوسط ، عن الطبراني بإسناد ضعيف ، ومن أسمائه حج المساكين جاء ذكره في حديث أنس عند ابن عباس الحرث بن أسامة في مسنده من رواية عنه مرفوعا ، وهو منقطع ؛ الضحاك بن مزاحم الضحاك لم يلق . أهـ . ابن عباس
قلت : وسيأتي ذكر يوم المزيد في سياق المصنف قريبا ، وكون أول من سمى هذا اليوم بالجمعة كعب بن لؤي ، وكانوا يسمونه العروبة . ذكره في كتاب النسب ، ونقله الزبير بن بكار السهيلي في الروض ، وابن الجوزي في المقدمة الفاضلية ، ورأيته هكذا في أنساب قريش ، ونقله أيضا السيوطي في الأوليات .
اعلم أن من الاجتماع كالنجعة من الانتجاع ، وهو بسكون الميم أهل اللسان ، والقراء يضمونها ، وفي المصباح ضم الميم لغة الجمعة الحجاز ، وفتحها لغة تميم ، وإسكانها لغة عقيل . وقرأ بها ، والجمع جمع ، وجمعات كغرف ، وغرفات في وجوهها . انتهى إليها اليوم ، والصلاة ، ثم كثر انتمى الاستعمال حتى حذف منها المضاف ، وسمي اليوم بها لما جمع فيه من الخير ، وقيل : لأنه جمع فيه خلق الأعمش آدم - عليه السلام - ، وقيل : لاجتماعه فيها مع حواء عليهما السلام في الأرض ، كذا في شرح المنهاج ، وقال : القسطلاني : الجمعة بضم الميم إتباعا لضمة الجيم كعسر في عسر اسم من الاجتماع وجوز إسكانها مع الأصل للمفعول كهزأة ، وهي لغة تميم ، وقرأ بها ، عن المطوعي ، وفتحها بمعنى فاعل ؛ أي : اليوم الجامع ، فهو كهمزة ، ولم يقرأ بها ، واستشكل كونه أنث ، وهو صفة اليوم ، وأجيب بأن التاء ليست للتأنيث ؛ بل للمبالغة ، كما في رجل علامة ، أو هو صفة للساعة ، وحكي الكسر أيضا . أهـ . الأعمش
وقال العراقي في شرح التقريب : يوم الجمعة بضم الميم ، وإسكانها ، وفتحها ثلاث لغات الأولى أشهرهن ، وبها قرأ السبعة ، والإسكان قراءة ، وهو تخفيف من الضم ، وفتح الجيم حكاه في المحكم ، ووجهه بأنها التي تجمع الناس كثيرا ، كما قالوا : رجل ضحكة يكثر الضحك ، وحكاها الأعمش ، عن الواحدي الفراء ، والمشهور أن اجتماع الناس فيها ، وقيل : لأنه جمع فيه خلق سبب تسميتها جمعة آدم - عليه السلام - حكاه في المحكم ، عن الفراء أنه روي عن ، وذكر ابن عباس النووي في تهذيبه أنه جاء فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها سميت لذلك . قال : والذي يعني به الزين العراقي في شرح ، ولم أجد لهذا الحديث أصلا . أهـ . الترمذي
وقيل : لأن المخلوقات اجتمع خلقها ، وفرغ منها يوم الجمعة . حكاه في المشارق ، وقيل : لاجتماع آدم - عليه السلام - فيه مع حواء في الأرض . رواه في مستدركه من حديث [ ص: 213 ] الحاكم . قال : سلمان الفارسي ، ما يوم الجمعة ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : يا سلمان ، يوم الجمعة فيه جمع أبوكم ، وأمكم سلمان . وقيل : لأن قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا قريشا تجتمع فيه إلى قصر في دار الندوة . حكاه في المحكم ، عن ، فهذه خمسة أوجه في سبب تسميتها بذلك ، واختلفوا ثعلب ، فذهب إلى الأول هل كان في الجاهلية اسما له ، أو حدثت التسمية به في الإسلام ، وقال : إن أول من سماه بذلك ثعلب كعب بن لؤي ، وذهب غيره إلى الثاني . حكى هذا الخلاف في المحكم ، ابن سيده والسهيلي ، وله أسماء أخر منها : يوم العروبة كان اسمه في الجاهلية . قال أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب : معناه اليوم البين المعظم من أعرب إذا بين . أهـ .
وقال في ذيله على الغريبين : والأفصح أنه لا يدخلها الألف واللام قال : وكأنه ليس بعربي ، ومن أسمائه حربة ، حكاه أبو موسى المديني أبو جعفر النحاس ؛ أي : مرتفع عال كالحربة . قال : وقيل : من هذا اشتق المحراب ، ومن أسمائه يوم المزيد . رواه في الأوسط ، عن الطبراني بإسناد ضعيف ، ومن أسمائه حج المساكين جاء ذكره في حديث أنس عند ابن عباس الحرث بن أسامة في مسنده من رواية عنه مرفوعا ، وهو منقطع ؛ الضحاك بن مزاحم الضحاك لم يلق . أهـ . ابن عباس
قلت : وسيأتي ذكر يوم المزيد في سياق المصنف قريبا ، وكون أول من سمى هذا اليوم بالجمعة كعب بن لؤي ، وكانوا يسمونه العروبة . ذكره في كتاب النسب ، ونقله الزبير بن بكار السهيلي في الروض ، وابن الجوزي في المقدمة الفاضلية ، ورأيته هكذا في أنساب قريش ، ونقله أيضا السيوطي في الأوليات .