الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن أبي موسى أبو تمام بن أبي القاسم ابن القاضي أبي علي الهاشمي نقيب الهاشميين ، وهو ابن عم الشريف أبي جعفر بن أبي موسى الفقيه الحنبلي ، روى الحديث وسمع منه أبو بكر بن عبد الباقي ودفن بباب حرب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس أبو بكر الصفار

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      من أهل [ ص: 56 ] نيسابور سمع الحاكم وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقا وتفقه على الشيخ أبي محمد الجويني وكان يخلفه في حلقته .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن محمد بن عبد الله

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسين البيضاوي الشافعي ختن أبي الطيب الطبري على ابنته ، سمع الحديث ، وكان ثقة خيرا ، توفي في شعبان منها وتقدم للصلاة عليه الشيخ أبو نصر بن الصباغ وحضر جنازته أبو عبد الله الدامغاني مأموما ، ودفن بداره في قطيعة الكرخ .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمود بن نصر بن صالح

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أمير حلب وكان قد ملكها في سنة تسع وخمسين ، وكان من أحسن الناس شكلا وفعلا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مسعود بن عبد العزيز بن المحسن بن الحسن بن عبد الرزاق

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو جعفر البياضي الشاعر ، ومن شعره :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ليس لي صاحب معين سوى اللي ل إذا طال بالصدود عليا     أنا أشكو بعد الحبيب إليه
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهو يشكو بعد الصباح إليا [ ص: 57 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله أيضا :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يا من لبست لهجره ثوب الضنا     حتى خفيت به عن العواد
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأنست بالسهر الطويل فأنسيت     أجفان عيني كيف كان رقادي
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إن كان يوسف بالجمال مقطع ال     أيدي فأنت مفتت الأكباد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الواحدي المفسر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متويه الواحدي ، قال ابن خلكان : ولا أدري هذه النسبة إلى ماذا وهو صاحب التفاسير الثلاثة : " البسيط " و " الوسيط " و " الوجيز " قال : ومنه أخذ الغزالي أسماء كتبه ، قال : وله " أسباب النزول " و " التحبير في شرح الأسماء الحسنى " وقد شرح " ديوان المتنبي " وليس في شروحه مع كثرتها مثله ، قال : وقد رزق السعادة في تصانيفه وأجمع الناس على حسنها ، وذكرها المدرسون في دروسهم ، وقد أخذ التفسير عن الثعالبي وقد مرض مدة ثم كانت وفاته بنيسابور في جمادى الآخرة من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 58 ] ناصر بن محمد بن علي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو منصور التركي المضافري وهو والد الحافظ محمد بن ناصر قرأ القراءات وسمع الكثير وهو الذي تولى قراءة " التاريخ " على الخطيب بجامع المنصور وكان ظريفا صبيحا مات شابا دون الثلاثين سنة في ذي القعدة منها وقد رثاه بعضهم بقصيدة طويلة أوردها كلها ابن الجوزي في " المنتظم " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يوسف بن محمد بن يوسف بن الحسن أبو القاسم الهمذاني ، سمع وجمع وصنف وانتشرت عنه الرواية وكانت وفاته في هذه السنة ، وقد قارب التسعين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية