الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ؛ قرئت: "حرم"؛ و"حرام"؛ هاتان أكثر القراءة؛ وقد قرئت: "حرم على قرية"؛ و"حرم على قرية"؛ وجاء في التفسير: "حرم"؛ في معنى "حتم"؛ وجاء أيضا عن ابن عباس أنه قال: "حتم عليهم ألا يرجعوا إلى دنياهم"؛ وجاء عنه.

                                                                                                                                                                                                                                        وعن قتادة أنهم لا يرجعون إلى توبة؛ وعند أهل اللغة: "حرم"؛ و"حرام"؛ في معنى واحد؛ مثل: "حل"؛ و"حلال"؛ وظاهر "حرام عليهم أنهم لا يرجعون"؛ يحتاج إلى أن يبين؛ ولا أعلم أحدا من أهل اللغة؛ ولا من أهل التفسير بينه؛ [ ص: 405 ] وهو - والله أعلم - أنه لما قال: فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ؛ أعلمنا أن الله - عز وجل - قد حرم قبول أعمال الكافرين؛ وبين ذلك بقوله: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ؛ فالمعنى: "حرام على قرية أهلكناها أن نتقبل منهم عملا؛ لأنهم لا يرجعون"؛ أي: "لا يتوبون"؛ و"حرم"؛ و"حرم"؛ في معنى "حرام"؛ إلا أن "حرام"؛ اسم؛ و"حرم"؛ و"حرم"؛ فعل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية