الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

                                                                                                                                                                                                                                        (81 - 82) هذا إخبار منه تعالى أنه أخذ عهد النبيين وميثاقهم كلهم، بسبب ما أعطاهم ومن به عليهم من الكتاب والحكمة، المقتضي للقيام التام بحق الله وتوفيته، أنه إن جاءهم رسول مصدق لما معهم بعث بما بعثوا به من التوحيد والحق والقسط والأصول التي اتفقت عليه الشرائع، أنهم يؤمنون به وينصرونه، فأقروا على ذلك، واعترفوا، والتزموا وأشهدهم، وشهد عليهم، وتوعد من خالف هذا الميثاق.

                                                                                                                                                                                                                                        وهذا أمر عام بين الأنبياء أن جميعهم طريقهم واحد، وأن دعوة كل واحد منهم قد اتفقوا وتعاهدوا عليها، وعموم ذلك أنه أخذ على جميعهم الميثاق بالإيمان والنصرة لمحمد -صلى الله عليه وسلم-، فمن ادعى أنه من أتباعهم، فهذا دينهم الذي أخذه الله عليهم، وأقروا به واعترفوا، فمن تولى عن اتباع محمد، ممن يزعم أنه من أتباعهم، فإنه فاسق خارج عن طاعة الله، مكذب للرسول الذي يزعم أنه من أتباعه، مخالف لطريقه.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي هذا إقامة الحجة والبرهان على كل من لم يؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- من أهل الكتب والأديان، وأنه لا يمكنهم الإيمان برسلهم، الذين يزعمون أنهم أتباعهم، حتى يؤمنوا بإمامهم وخاتمهم صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية