الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      داود بن السلطان ملكشاه ، فوجد عليه أبوه وجدا عظيما ، بحيث إنه كاد - أو هم - أن يقتل نفسه فمنعه الأمراء من ذلك ، وانتقل إلى غير ذلك البلد ، وأمر النساء بالنوح عليه ولما وصل الخبر إلى بغداد جلس وزير الخليفة للعزاء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي أبو الوليد الباجي ، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي [ ص: 80 ] الأندلسي الباجي الفقيه المالكي أحد الحفاظ المكثرين في الفقه والحديث ، سمع الحديث ، ورحل فيه إلى بلاد المشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة ، فسمع هناك الكثير ، واجتمع بأئمة ذلك الوقت كالقاضي أبي الطيب الطبري وأبي إسحاق الشيرازي ، وجاور بمكة ثلاث سنين مع الشيخ أبي ذر الهروي ، وأقام ببغداد ثلاث سنين أيضا وبالموصل سنة عند أبي جعفر السمناني قاضيها فأخذ عنه الفقه والأصول وسمع الخطيب البغدادي وسمع منه الخطيب أيضا وروى عنه هذين البيتين الحسنين :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إذا كنت أعلم علما يقينا بأن جميع حياتي كساعه     فلم لا أكون ضنينا بها
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأجعلها في صلاح وطاعه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم عاد إلى بلده بعد ثلاث عشرة سنة ، وتولى القضاء هناك ويقال : إنه تولى قضاء حلب أيضا ، قاله ابن خلكان قال : وله مصنفات عديدة منها " المنتقى في شرح الموطأ " و " إحكام الفصول في أحكام الأصول " و " الجرح والتعديل " وغير ذلك وكان مولده سنة ثلاث وأربعمائة ، وتوفي بالمرية ليلة الخميس بين العشاءين التاسع عشر من رجب من هذه السنة رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 81 ] أبو الأغر دبيس بن علي بن مزيد ، الملقب نور الدولة ، توفي في هذه السنة عن ثمانين سنة ، مكث فيها أميرا نيفا وستين سنة ، وقام بالأمر من بعده ولده أبو كامل ولقب بهاء الدولة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عبد الله بن أحمد بن رضوان ، أبو القاسم البغدادي ، كان من الرؤساء ومرض بالشقيقة ثلاث سنين ، فمكث في بيت مظلم لا يرى ضوءا ولا يسمع صوتا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية