الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون

                                                                                                                                                                                                                                        ( فإذا نفخ في الصور ) لقيام الساعة والقراءة بفتح الواو وبه وبكسر الصاد يؤيد أن الصور أيضا جمع الصورة . ( فلا أنساب بينهم ) تنفعهم لزوال التعاطف والتراحم من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه أو يفتخرون بها . ( يومئذ ) كما يفعلون اليوم . ( ولا يتساءلون ) ولا يسأل بعضهم بعضا لاشتغاله بنفسه ، وهو لا يناقض قوله ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) لأنه عند النفخة وذلك بعد المحاسبة ، أو دخول أهل الجنة الجنة والنار النار .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فمن ثقلت موازينه ) موزونات عقائده وأعماله ، أي فمن كانت له عقائد وأعمال صالحة يكون لها وزن عند الله تعالى وقدر . ( فأولئك هم المفلحون ) الفائزون بالنجاة والدرجات .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 96 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( ومن خفت موازينه ) ومن لم يكن له ما يكون له وزن ، وهم الكفار لقوله تعالى : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) . ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) غبنوها حيث ضيعوا زمان استكمالها وأبطلوا استعدادها لنيل كمالها . ( في جهنم خالدون ) بدل من الصلة أو خبر ثان «لأولئك » .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية