الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          فصل

                                                                                                          يستحب للمعتكف التشاغل بفعل القرب واجتناب ما لا يعنيه [ ( و ) ] من جدال ومراء وكثرة كلام وغيره ، قال الشيخ : لأنه مكروه في غير الاعتكاف ففيه أولى ، ولا بأس أن تزوره زوجته في المسجد وتتحدث معه وتصلح رأسه أو غيره ، ما لم يلتذ بشيء منها ، وله أن يتحدث مع من يأتيه ، ما لم يكثر ، لأن صفية زارته عليه السلام فتحدثت معه ، ورجلت عائشة رأسه ، ولا بأس أن يأمر بما يريد خفيفا لا يشغله ، نص عليه ( و ) وليس الصمت من شريعة الإسلام ، قال ابن عقيل : يكره الصمت إلى الليل ، قال في المغني ومنتهى الغاية : وظاهر الأخبار تحريمه ، وجزم به في الكافي ، رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه امرأة لا تتكلم فقيل له : حجت مصمتة ، فقال لها : تكلمي فإن هذا لا يحل ، هذا من عمل الجاهلية ، رواه البخاري .

                                                                                                          وروى أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا يحيى بن حمد المديني حدثنا عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش أنه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف ومن خاله عبد الله بن أحمد قال : قال علي : حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل } حديث حسن وقال الأزدي في عبد الله بن خالد : لا يكتب حديثه . [ ص: 194 ]

                                                                                                          وإن نذره لم يف به ( و ) لما سبق .

                                                                                                          وقال أبو ثور وابن المنذر : له فعله إذا كان أسلم ، لقوله عليه السلام : { من صمت نجا } وهو محمول على الصمت عما لا يعنيه .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية