الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الزاء واللام وما يثلثهما

                                                          ( زلم ) الزاء واللام والميم أصل يدل على نحافة ودقة في ملاسة . وقد يشذ عنه الشيء . فالأصل الزلم والزلم : قدح يستقسم به . وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ، وحرم ذلك في الإسلام ، بقوله جل ثناؤه : وأن تستقسموا بالأزلام . فأما قول لبيد :


                                                          تزل عن الثرى أزلامها



                                                          [ ص: 19 ] فيقال إنه أراد أظلاف البقرة ; وهذا على التشبيه .

                                                          ويقولون : رجل مزلم : نحيف . والزلمة : الهنة المتدلية من عنق الماعزة ، ولها زلمتان . والزلم أيضا : الزمع التي تكون خلف الظلف . ومن الباب المزلم : السيئ الغذاء ، وإنما قيل له ذلك لأنه ينحف ويدق . فأما قولهم : " هو العبد زلمة " ، فقال قوم : معناه خالص في العبودية ، وكان الأصل أنه شبه بما خلف الأظلاف من الزمع . وأما الأزلم الجذع ، فيقال إنه الدهر ، ويقال إن الأسد يسمى الأزلم الجذع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية