الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الصلاة على الجنازة والشفاعة للميت

                                                                                                          1028 حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الله بن المبارك ويونس بن بكير عن محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني قال كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة فتقال الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب قال وفي الباب عن عائشة وأم حبيبة وأبي هريرة وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى حديث مالك بن هبيرة حديث حسن هكذا رواه غير واحد عن محمد بن إسحق وروى إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق هذا الحديث وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلا ورواية هؤلاء أصح عندنا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن مرثد ) بفتح الميم وسكون الراء بالثاء المثلثة المفتوحة ( بن عبد الله اليزني ) بفتح التحتانية والزاي بعدها نون ، ثقة فقيه . قوله : ( كان مالك بن هبيرة ) بالتصغير السكوني الكندي صحابي نزل حمص ومصر مات في أيام مروان ، وكان أميرا لمعاوية رضي الله عنه على الجيوش وغزو [ ص: 97 ] الروم ( فتقال الناس عليها ) تفاعل من القلة أي : رآهم قليلا ( جزأهم ثلاثة أجزاء ) من التجزئة أي : فرقهم وجعل القوم الذين يمكن أن يكونوا صفا واحدا ثلاثة صفوف ، وفي رواية أبي داود : جزأهم ثلاثة صفوف ، قال القاري في المرقاة : أي : قسمهم ثلاثة أقسام أي : شيوخا وكهولا وشبابا ، أو فضلاء وطلبة العلم والعامة . انتهى ، قال أبو الطيب السندي في شرح الترمذي بعد ذكر هذا القول : هذا بعيد جدا . انتهى . قلت : لا شك في بعده ، بل الحق والصواب أن المراد جعلهم ثلاثة صفوف كما في رواية أبي داود ( ثم قال ) أي : استدلالا لفعله ( من صلى عليه ثلاثة صفوف ) وأقل الصف أن يكون اثنين على الأصح قاله القاري . قلت : ولا حد لأكثره ( فقد أوجب ) في رواية أبي داود : وجبت له الجنة ، وفي رواية البيهقي : غفر له ، كذا في قوت المغتذي ، فمعنى أوجب أي : أوجب الله عليه الجنة ، أو أوجب مغفرته وعدا منه وفضلا .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عائشة ) أخرجه مسلم ، والترمذي ( وأم حبيبة ) لم أقف على حديثها ( وأبي هريرة ) أخرجه ابن ماجه بسند صحيح عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له ، كذا في فتح الباري ( وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ) أخرجه النسائي من حديث أبي المليح حدثني عبد الله عن إحدى أمهات المؤمنين ، وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه فسألت أبا المليح عن الأمة قال : أربعون .

                                                                                                          قوله : ( حديث مالك بن هبيرة حديث حسن ) ، وصححه الحاكم كما قال الحافظ في الفتح ، وأخرجه أبو داود ، وسكت عنه هو والمنذري ، وأخرجه ابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية