الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون

                                                                                                                                                                                                                                      179 - ولكم في القصاص حياة كلام فصيح; لما فيه من الغرابة، إذ القصاص قتل وتفويت للحياة، وقد جعل ظرفا للحياة، وفي تعريف القصاص وتنكير الحياة بلاغة بينة; لأن المعنى: ولكم في هذا الجنس من الحكم الذي هو اختصاص حياة عظيمة; لمنعه عما كانوا عليه من قتل الجماعة بواحد متى اقتدروا، فكان القصاص حياة وأي حياة!، أو نوع من الحياة، وهي الحياة الحاصلة بالارتداع عن القتل; لوقوع العلم بالقصاص من القاتل; لأنه إذا هم بالقتل، فتذكر الاقتصاص، ارتدع، فسلم صاحبه من القتل، وهو من القود، فكان شرع القصاص سبب حياة نفسين يا أولي الألباب يا ذوي العقل لعلكم تتقون القتل حذرا من القصاص.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 157 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية