الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية عشرة :

                                                                                                                                                                                                              لما قال الله : { وأنزلنا من السماء ماء طهورا } توقف جماعة في ماء البحر ; لأنه ليس بمنزل من السماء ، حتى رووا عن عبد الله بن عمر وابن عمرو معا أنه لا يتوضأ به ; لأنه ماء نار ، ولأنه طبق جهنم .

                                                                                                                                                                                                              ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بين حكمه حين قال لمن سأله عن جواز الوضوء به : { هو الطهور ماؤه الحل ميتته } .

                                                                                                                                                                                                              وهذا أصح مما ينسب إلى أبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص أنهما قالا : لا يتوضأ بماء البحر ; لأن الماء على نار ، والنار على ماء ، والماء على نار حتى عد سبعة أبحر ، وسبعة أنوار . وأبو هريرة هو راوي حديث : { هو الطهور ماؤه الحل ميتته } .

                                                                                                                                                                                                              وقد روى عمرو بن دينار عن أبي الطفيل أن أبا بكر الصديق قال في البحر : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي أن ابن عباس سئل عن الوضوء بماء البحر ، فقال : إنما هما بحران ، فلا يضرك بأيهما بدأت . [ ص: 447 ]

                                                                                                                                                                                                              وقد روى مالك عن زيد بن أسلم عن سعيد الجارمي قال : سألت ابن عمر وعبد الله بن عمرو عن الحيتان يقتل بعضها بعضا ، وعن ماء البحر ، فلم يريا بذلك بأسا .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية