الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 407 ] حديث ثان وخمسون من البلاغات

مالك أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل من الجعرانة

وهذا إنما أحفظه مسندا من حديث محرش الكعبي الخزاعي ، عن رجل من الصحابة قد ذكرناه ، ونسبناه في كتاب الصحابة ، ولا يعرف هذا الحديث إلا به ، والله أعلم ، وهو حديث صحيح من رواية أهل مكة ، حدثناه سعيد بن نصر - قراءة مني عليه - أن قاسم بن أصبغ حدثهم ، قال : حدثنا عبد الله بن روح المدائني قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : أخبرنا ابن جريج ، عن مزاحم بن أخي مزاحم ، عن عبد العزيز بن أبي عبد الله ، عن محرش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم الجعرانة معتمرا ، فدخل مكة ليلا ، فطاف بالبيت وبالصفا والمروة ، ثم أتى الجعرانة كالبائت ، فمر ببطن سرف ، ثم أتى المدينة .

التالي السابق


هكذا قال شيخنا في هذا الإسناد : عبد العزيز بن أبي عبد الله ، وإنما هو عبد العزيز بن عبد الله ، ولكنه كذلك كان في كتاب قاسم في حديث عبد الله بن روح .

وحدثنا محمد بن خليفة قال : حدثنا محمد بن نافع قال : حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن ، حدثنا [ ص: 409 ] هشام بن سليمان ، وعبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج قال : أخبرني مزاحم بن أبي مزاحم ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن محرش الكعبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة حين أمسى معتمرا فدخل مكة ليلا ، فقضى عمرته ، ثم خرج من تحت ليلته ، فأصبح بالجعرانة كبائت حتى إذا زالت الشمس ، خرج من الجعرانة في بطن سرف حتى جامع الطريق طريق المدينة بسرف .

قال محرش : فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس .

وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا ابن عيينة ، عن إسماعيل بن أمية ، عن مزاحم ، عن عبد العزيز بن عبد الله أن محرش الكعبي أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر من الجعرانة ، ثم أصبح بمكة كبائت ، قال : فرأيت ظهره كأنه سبيكة فضة .

وروى معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطائف ، فكان بالجعرانة اعتمر منها .




الخدمات العلمية