الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [22-23] إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين .

                                                                                                                                                                                                                                      إلهكم إله واحد تصريح بالمدعى ، وتمحيض للنتيجة ، غب إقامة الدليل . كما أفاده أبو السعود : فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة أي : لوحدانيته تعالى ، جاحدة لها ، كما أخبر عنهم ، متعجبين من ذلك بقوله : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وقال تعالى : وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون وقوله تعالى : وهم مستكبرون أي : عن عبادته تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      لا جرم أي : حقا : أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين أي : عن التوحيد ، وهم المشركون ، أو عن الحق مطلقا فيتناول هؤلاء . وهذا كما قال تعالى : إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3794 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية