الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [24-25] وإذا قيل لهم ماذا أنـزل ربكم قالوا أساطير الأولين ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم ماذا أنـزل ربكم قالوا أساطير الأولين أي : لم ينزل شيئا . إنما هذا الذي يتلى علينا أحاديث الأولين ، استمدها منها . كما قال تعالى : وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا

                                                                                                                                                                                                                                      ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم أي : قالوا ذلك ليحملوا أوزارهم الخاصة بهم ، وهي أوزار ضلالهم في أنفسهم ، وبعض أوزار من أضلوهم ، كقوله تعالى : وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون فاللام في قوله : ليحملوا لام العاقبة ; لأن ما ذكر مترتب على فعلهم . ولا باعثا إما مجازا ، وإما حقيقة ، على معنى أنه قدر صدوره منهم ليحملوا . وقد قيل : إنها للتعليل وإنها لام أمر جازمة . والمعنى : إن ذلك متحتم عليهم . فيتم الكلام عند قوله : أساطير الأولين كذا في (" العناية ") . وقوله تعالى : بغير علم قال الزمخشري : حال من المفعول : أي : من لا يعلم أنهم ضلال. وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه ، وإن لم يعلم ; لأنه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميز بين المحق والمبطل . فجهله لا يعذره : ألا ساء ما يزرون أي : ألا بئس ما يحملون . ففيه وعيد وتهديد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3795 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية