الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 423 ] وقوله (تعالى): ليشهدوا منافع لهم ؛ أي: ليشهدوا ما ندبهم الله إليه؛ مما فيه النفع لهم في آخرتهم؛ ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ؛ يعنى به يوم النحر؛ والأيام التي بعده؛ ينحر فيها؛ لأن الذكر ههنا يدل على التسمية على ما ينحر؛ لقوله: على ما رزقهم من بهيمة الأنعام وقوله: فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ؛ "البائس": الذي قد ناله بؤس؛ و"البؤس": شدة الفقر؛ يقال: "قد بؤس؛ وبأس"؛ إذا صار ذا بؤس.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فكلوا منها ؛ ليس بأمر لازم؛ من شاء أكل من أضحيته؛ ومن شاء لم يأكل؛ وإنما هو إباحة؛ كما قال: وإذا حللتم فاصطادوا ؛ فإنما قال: "فاصطادوا"؛ لأنه كان قد حظر عليهم الصيد وهم محرمون؛ فأباحهم الصيد؛ وكذلك هذا الأمر ههنا؛ إباحة بعد حظرهم على أنفسهم أكل الأضاحي؛ لأن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا لم يستحلوا أن يأكلوا من نساكهم شيئا؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك جائز.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية