الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ذلك ومن يعظم حرمات الله ؛ وحرمات الله الحج؛ والعمرة؛ وسائر المناسك؛ وكل ما فرض الله فهو من حرمات الله؛ و"الحرمة": ما وجب القيام به؛ وحرم تركه؛ والتفريط فيه؛ وموضع "ذلك": رفع؛ المعنى: "الأمر ذلك".

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم ؛ "ما"؛ في موضع نصب؛ أي: "إلا ما يتلى عليكم من الميتة؛ والدم؛ والمنخنقة؛ والموقوذة؛ وسائر ما تلي تحريمه.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فاجتنبوا الرجس من الأوثان ؛ [ ص: 425 ] "من"؛ ههنا؛ لتخليص جنس من أجناس؛ المعنى: "فاجتنبوا الرجس الذي هو وثن".

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: واجتنبوا قول الزور ؛ "الزور": الكذب؛ وقيل: إنه ههنا الشرك بالله .

                                                                                                                                                                                                                                        وقيل أيضا: شهادة الزور؛ وهذا كله جائز؛ والآية تدل - والله أعلم - على أنهم نهوا أن يحرموا ما حرم أصحاب الأوثان؛ نحو قولهم: ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ؛ ونحو نحرهم البحيرة؛ والسائبة؛ فأعلمهم الله أن الأنعام محللة إلا ما حرم الله منها؛ ونهاهم الله عن قول الزور؛ أن يقولوا: هذا حلال؛ وهذا حرام؛ ليفتروا على الله كذبا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية