الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      210- وقال الله تعالى: (إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) لأن كل ما كان من طلب العلم فقد يقع بعده الاستفهام. تقول: "أزيد في الدار"؟ و: "لتعلمن أزيد في الدار؟". وقال: (لنعلم أي الحزبين) أي: لننظر. وقال تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) وأما قوله: (ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا) فلم يرتفع على مثل ما ارتفع عليه الأول لأن قوله: (لننزعن) ليس بطلب علم. ولكن لما فتحت "من" و"الذي" في غير موضع "أي" صارت غير متمكنة إذ فارقت أخواتها؛ فتركت على لفظ واحد وهو الضم وليس بإعراب.

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 219 ] وجعل: (أشد) من صلتها وقد نصبها قوم وهو قياس. وقالوا: "إذا تكلم بها فإنه لا يكون فيها إلا الإعمال". وقد قرئ: (تماما على الذي أحسن) فرفعوا وجعلوه من صلة "الذي" وفتحه على الفعل أحسن. وزعموا أن بعض العرب قال: "ما أنا بالذي قائل لك شيئا" فهذا الوجه لا يكون للاثنين إلا "ما نحن باللذين قائلان لك شيئا".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية