الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ؛ قال أهل اللغة: " يشري نفسه " : يبيع نفسه؛ ومعنى بيعه نفسه بذلها في الجهاد في سبيل الله؛ قال الشاعر - في " شريت " ؛ بمعنى " بعت " -:


                                                                                                                                                                                                                                        وشريت بردا ليتني ... من بعد برد كنت هامة



                                                                                                                                                                                                                                        وقال أهل التفسير: هذا رجل كان يقال له " صهيب بن سنان " ؛ أراده المشركون مع نفر معه على ترك الإسلام؛ وقتلوا بعض النفر الذين كانوا معه؛ فقال لهم صهيب: " أنا شيخ كبير؛ إن كنت عليكم لم أضركم؛ وإن كنت معكم لم أنفعكم؛ فخلوني وما أنا عليه؛ وخذوا مالي " ؛ فقبلوا منه ماله؛ وأتى المدينة؛ فلقيه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -؛ فقال له: " ربح البيع يا صهيب " ؛ فرد عليه: " وأنت فربح بيعك يا أبا بكر " ؛ وتلا الآية عليه. [ ص: 279 ] ونصب " ابتغاء مرضاة الله " ؛ على معنى المفعول له؛ المعنى: يشريها لابتغاء مرضاة الله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية